فضفضة عن الموت ../
...
ليس الموت الماديّ البيولوجي هو مرادي من هذه الفضفضة.. ذلك الموت لا ينكره ولا يجهله أحد وإن تجاهله بعضهم إلى حين يجد نفسه أمامه وجها لوجه..
...
الموت نعمة، وهو سرّ الحياة لكن البعض يحاول بكل السّبل أن يلغيه من الوجود، من قاموسه ..
يحاول أن يؤجّله، وهو لا يدري بأنّه بذلك السّلوك يزعزع سير الحياة واستقرارها وتطورها..
الإنسان دونًا عن كلّ الكائنات هو من يفعل ذلك...
يحبّ الخلود !
ولو على حساب غيره ! أياّ كانوا من الكائنات..
ألم يقُل بعضهم: [[ أنا .. ! ومن بعدي الطوفان .. ]]
أليس الإنسان شاذّا عن كل شيء في هذا الكون ؟
لو تقبلنا الموت عن طيب خاطر؛ أقصد الموت [ المعنوي ] وإتاحة المكان و الزّمن لغيرنا لتطوّرنا واِرتقينا معا ..
لو أتاح كل جيل فرصة الوجود لمن يخلفونه بسلم وسلام و تسليم سلس للمقاليد..
لكن البعض يكابر ويرفض أن يعترف بفعل الزّمن وقانون الموت والحياة..
يرفض التّنحي جانبًا وإفساح الطريق...
فيختل كلّ شيء ..
...
الجمادات تموت...
وتتحوّل.. وتفسح سبيل الوجود لغيرها من العناصر والمخلوقات..
النّبات يموت طوعًا ويقدّم نفسه لتغذية غيره وتنميته..
النّجوم تموت وتتولد من موتها عوالم وجمال آخر..
إلا هذا الإنسان .. !
الأنانيّ..
الذي عجز أن يكون مثل بقية الكائنات التي يتشارك معها هذا الكون .. !
../