بعدما خمدتْ قليلاً .. ها هي عنق الأمريكي" فلويد" تنبضُ من جديد ، تنتفخُ أوداجها وتسري الدماءُ في شرايينها ، هي الآن تتمدّد ..تضغطُ على ركبة النظام و ساقه وصدره ..حتى يكاد يختنق !
وخز النوى» بقلم خالد عباس بلغيث » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى خطبة مكانة الصحابة وفضائلهم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نسائم الإيحاء» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: عدنان عبد النبي البلداوي »»»»» الحافلة» بقلم تيسير الغصين » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» تضامن» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» قصائد بالعامية» بقلم سليمان أحمد عبد العال » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» جمالُ الحبيب» بقلم سليمان أحمد عبد العال » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» شوق مُمَرّد ..» بقلم ياسر سالم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» هل الرسول(ص) حى ؟» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»»
بعدما خمدتْ قليلاً .. ها هي عنق الأمريكي" فلويد" تنبضُ من جديد ، تنتفخُ أوداجها وتسري الدماءُ في شرايينها ، هي الآن تتمدّد ..تضغطُ على ركبة النظام و ساقه وصدره ..حتى يكاد يختنق !
وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن
يوصف الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد -الذي قتله أثناء عملية اعتقاله ضابط الشرطة الأبيض ديريك شوفين-
بأنه "عملاق لطيف". والذي مات اختناقا تحت ركبة ضابط الشرطة وهو يصرخ طالبا السماح له بالتنفس،
إن وفاة جورج فلويد تسببت منذ ذلك الحين بضجة كبيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مع انتشار المظاهرات
التي تدين أخطاء الشرطة التي ترتكبها على خلفية عنصرية في العديد من المدن الأمريكية.
بعد مقتل فلويد، انطلقت المظاهرات والاحتجاجات وقد كانت سلمية في البداية، ثم تطوّرت وتصاعدت لاحقاً
ذلك اليوم لتصل إلى أعمال شغب، حيث حُطّمت النوافذ في دائرة الشرطة
وأشعلت النيران في متجرين، ونهبت وتضررت العديد من المتاجر
ومضة تسجيلية رائعة .. واغفر لي تلك النبذة التي أوردتها فمع الوقت لا نعرف الواقعة وسببها
ولك تحياتي وتقديري.
1/ تمهيد.
2/ العتبات النصية: العنوان تفكيك العنوان: الدلالة الحرفية الإيحاء والتحديد وإعطاء القيمة. العنوان صياغته ودلالته.
3/ الفواعل والشخصيات: شخصية البطل وأزمته وعلاقاته مع الشخصيات. والحوار.
4/ الدلالات اللغوية للسرد والإيحاءات والصور الرمزية والتعالقات النصية وشعرية السرد.
5/ طريقة السرد: تقنيات وأسلوب السرد ووجهة نظر الراوي البداية المفصلية الانفتاح الاستهلالي والزمن السردي والختام المشهدي بين الانفتاح والانغلاق وتعقد البنية الدرامية وتشابك القص والواقع والمتخيل.
6/البناء واللغة والتصوير الفني والتراكيب.
7/ البيئة الزمكانية.
8/ رسالة النص: الحصيلة الأبعاد الدلالية والقضايا الحضارية التي يطرحها النص. البعد الفلسفي والإيحاءات الرمزية.
9/ الختام.
الجزء الأول
تمهيد:
هذه إحدى القراءات الظاهرية للنص الذي قد يحمل أبعادا ودلالات مختلفة باختلاف الوسط الذي نسقطه عليه. وبتفاعلنا معه نسعى للمشاركة في صناعة المعنى وتفسيره كي نمارس سلوك القراءة ونلتحم مع النص. محاولا سبر أغواره بالتأمل في هيكله وأسلوبه وكشف عوالمه وسد ثغراته ومقصديته بدءا من العنوان حتى العبارات السردية وبين الفضاءات والعلاقات الخفية باتباع القرائن. فما موضوع النص؟ وما الأساليب التي وظفها القاص وصولا إلى مرماه؟ محاولا الإجابة على تلكم الأسئلة للوقوف على القضية المطروحة فنيا وجماليا ونأمل الموفقية والسداد.
أولا/ البناء العام للقصة وفيه خمسة بنود
1/ البداية المفصل:
تبدأ قصة: (عنـــق) من نقطة التمفصل التي برع (الناص) في نحتها واختيارها، وهذا المفصل (بعدما خمدتْ قليلاً.. ) الذي يجعل البداية نقطة تمفصل بأتم معنى الكلمة.
2/ نمو القصة:
نمو القصة في اتجاهين متعاكسين ومتداخلين: اتجاه الماضي الذي يعود فيه (السارد) إلى المسافة المقطوعة قبل أن يبدأ النص، منتقيا منها ما يخدم سيرها في اتجاه الحاضر/المستقبل وهو الاتجاه الثاني في القصة وإطارها الخارجي الذي تتحرك فيه. وهذه اللحظة التي اختارها (السارد) هل لحظة انعتاق أو انفكاك قيد ما عن الشخصية المحورية، وفي قصة: (عنـــق) كانت لحظة انفكاك: (تنبضُ من جديد، تنتفخُ أوداجها)
3/ الانفتاح الاستهلالي:
وقد كانت قصة: (عنـــق) انفتحت باستهلال إيجابي يتمثل في: (ها هي عنق الأمريكي" فلويد" تنبضُ من جديد) ثم تسير الأحداث بعد ذلك نحو التعقد التصاعدي لتنمو الأحداث وتتدرج لتكون نهاية مفتوحة: (هي الآن تتمدّد .. تضغطُ)
4/ شخصية البطل:
كان البطل: (فلويد) شخصية تمثل الإنسان المتأزم المنتمي إلى: (المضطهدين) التي تم إخماد أنفاسها كبقية (السود) والذين تفتك بهم (عنصرية النظام). رأينا نموا للشخصية في الأحداث من: الضعف (خمدت) – إلى المقاومة (تنبض) – (تنتفخ) – (تتمدد) – حتى النصر (تضغط) مشهد وصف نفسي يحمل أبعاد للشخصية المحورية مما يدل على قدرة السارد بالوصف والإيحاء وعمق الدلالات.
وقد بدأ القاص نصه: (عنـــق) بتمهيد وكأنه يستأنف حديثا توقف عند لحظة: (بعدما خمدتْ قليلاً.. ) فالقصة تبدأ من (ها هي عنق الأمريكي" فلويد" تنبضُ) وتنتهي إلى (يكاد يختنق) إشارة إلى النظام الأمريكي. وما يدل على ذلك عنوان النص: (عنق) علامة نصية وسيميائية ناطقة ومعبرة للحدث المركزي. وقد لعب وظيفة إحالية، إلى شخصية: (فلويد) وقد جاء اسما مفرد نكرة لكنه يدل على جزء من الاسم المعرفة فلويد أي بتقدير محذوف: (رقبة فلويد) يدل العنوان على الواقعية والالتزام والانعكاس للنص ولو حبذا كان حداثيا مبتعدا عن الموروث القديم في المسمى القصصي ولكن المسمى كان شارحا مركزا على الشخصية المركزية على أن المعنى بالرقبة جزء من كل ينطبق على كل إنسان مضطهد فالرقبة تعني الرأس والرأس هو الشخصية أي أنّ المقصود بالرقبة كل مضطهد مظلوم ليتم تعميم القضية على المحمولات الكلية.
5/ ختام المشهد:
كان الاستهلال مأساويا حاضرا في النص ولكن النهاية كانت ذات أبعاد مفتوحة بانتصار البطل على النظام الذي: (يكاد يختنق).
ثانيا/ الفواعل والشخصيات:
لقد بدا جليا أنّ القاص: ركز في النص على: شخصية واحدة في البطل الفرد الذي ينطوي تكوينه التراجيدي على قضية فكرية هي انعكاس حاد للقضايا الاجتماعية التي يكتوي بها بقية الأفراد. نجد أّن أهم شخصياتها هي: البطل (فلويد) وهو أوّل من يظهر و(النظام) أخر من يختفي وباختفائه تنتهي القصة. فهو موضوع الحكاية تتحرك أحداثها من خلال حركته ويتنامى بناؤها مع نمو شخصيته، فكأنّ النص: (عنق) سيرة (فلويد) وسائر الشخصيات: (النظام) نطلع عليها عبر شاشة البطل من منظور السارد.
شخصية البطل وأزمته وعلاقات الشخصيات:
عنق تنبض وبطل ينتصر والعنوان: (عنق) يشير لذلك فالبطل (فلويد) يمثل قيمة تدهورت في مجتمعنا وصراع بين (البطل) و (النظام) حتى كانت النهاية (يختنق) دوران عكسي ونتيجة إيجابية ونصر بعد الهزيمة مما يعني أن النصر حليف المقاومة.
ع ع ع عباس علي العكري