المـلفُ المغـلـق
قصيدة قديمة
يــــا رجـــــلاً قمــت لأســألهُ
عــــــن عــــنوان لا أجهـــــلهُ
فرنـَــا وتــأمَّــــل مـنـدهشًـــــا
ودنــــــــــا وازداد تــأمُــــلـــهُ
وأجـــاب بعــــين تــأكلــــــني
ودنــوت كمـــــا لا أحـفلُــــــهُ
من أنت فجسمــــك شيطـــــانٌ
يمشي في الليــل ويشــــعـلُـهُ
وثيـــــابك فاضحـــــة جــــــــدًا
وجـمـــالك من يَـتَـحَمَّـــلُـــــهُ
فــأجـبـت بــــأني عاشـــــقـــــــةٌ
أقتـــــــات الحــــب وأنـْهَـــــــلُـهُ
******
فمضــــى يَهــــذي ويكلِّمــــني
يَصْــطَنُع النصــح وأمهـــلُـــهُ
ويـعـــاتـبــــني لِـمَ ؟.. ما هذا ؟
ويُـقَـبِّـــحُ لي مـــــا أعمــلُــــهُ
قــد ضِـقْـــت بإلحــاحــك إني
في شُـــغـــلٍ عمَّـــــا تـسـألُــهُ
فــلكــــلٍ طبْــــعٌ مـُخْــتــلــفٌ
يَـحْـــكمــــه حـــار مــؤَوِّلـُــــهُ
والــقـلــــب تـُحَــــرِّكـه صِـــيَغٌ
منهــــا قـــد كان تـَحَـــوُّلُــــــهُ
تـأتيـــه جميع عــنــاصـــرهـــا
ممـــا يَـعْــتَــــادُ ويــنــقُــلُــــهُ
والحسْـنُ مجـــــالٌ نِسْـــبــيٌّ
مـا تـرفـضــه قـــد أقــبـــــلُــهُ
والقُـبْـــحُ إطــــارٌ نَـصْـنَــعُـــهُ
بمــزاج جـــــاز تـَحَــوُّلُـــــــــهُ
كــــلٌ ذو طبعٍ يَـعْـــشِــقـــــهُ
كــــلٌ في شـــغـــل يـشْـغـــلُـهُ
فــالـــدود يـُـعَــرْبـــد في جِـيَفٍ
قــــد تُـــؤْذي النّحْـــل وتَـقْـتُـلهُ
******
وتواعـدنــا .. وتــلاقــيـنــــــا
من أجـــــلِ حديـثٍ نكمــلُــــهُ
وأنـــا مــطـلــقــــةٌ إغْـــــرائي
آنــــاً .. أو آنــــا أعْـقــــلُـــهُ
يــا رجــــلاً لايـعـــرف أبــــــدًا
مــا يـرفضـــه أو يـقـــبــلُــــهُ
لا يـــــدري هــــــل ذا آخــــره
لو يَلــــمســـــه أم أوَّلُـــــــهُ
لايعــــرف إن ذاق طــعـــــاما
هـــل يــأكلــــه أم يَـتْـفــــلُــــهُ
تمضـــى هَــامـتُــه بطـــريــقٍ
وبآخـــــر تمشــــي أرجــــلُــــهُ
يســتـنـــكر ما أنــا غارقــــــةُ
فيــه ويــذوب ويـــــأمــلُـــــــهُ
بالصــبــح يُؤكِّــــد لي قـــولا
وقــــدوم الليـــل يــبَــــــدِّلُــــهُ
يمتلك المـــال ومـــــا جــــدواه
المـــال وجهـــــل يـَحْـــمـلُـــهُ
ينصــحــني ثُــم يُـغَـــــازلني
حـُمْقـًــا ويزيـــــد تَوَسُـــــلــهُ
*****
ومكـثْـنــــا في هــــذا زمـنـا
لا أيْئســـه .. وأُعَـــــلِّلُــــــهُ
وأتـي يــغــــريـني بــلــقــــاءٍ
ســـــريٍّ رحـــــت أؤجــلُـــــهُ
وأجـــبـت بــأني تـــائـبــــــةٌ
مـــذْ صُـــبَّ عـــليَّ تَــعَقُّــلُـــهُ
فبـــدا حـيرانــًــا لا يــــــدري
يَـفْــتَــح في البــــاب وأقفلُــــهُ
ويقــــول جـمــالك فتـَّــــــاك
ومـعـيـنــك عــذب سـَـلْسَـلُــهُ
حســنك جــبَّــار يـــاامــــرأةً
مـــا من أحــــد يـتـخـيَّــلُــــهُ
وبـوجهــــك رشاشـا سِحْـــــرٍ
يـخترق القــــلب ويـَـدخـلُـــــهُ
يــا حــظ جـــريــح وصــريــع
في رمْــيَــــة لـحْظـــك مقتـــلُــهُ
نـهـــدك جــــلادٌ مـخمــــــورٌ
يرفــع في الســيف ويُـنْـزلُـــهُ
وبثغــــرك جـمـــر من شهـــــدٍ
يلتهــــم الحس ويَــشْـــمـلُـــــهُ
وبـنـطـــقــــك نـَغَـــم منســـجـمٌ
يشــطـــــر نـــصفـــين تـدلُّـلـــهُ
إنِـّي أتَعَجَّـــب مــــن كــــــأسٍ
ما ذاب وفـــــوك يــقـبـِّــــلُــــهُ
وقـــــوامٍ يـنـــزع أعصـــــابي
ويُـتِـيــــه العقــــل ويُـثْـمـــلُــهُ
أتَـخَـــيَّــــل فيـــــه روايــــاتٍ
وأمـــوت بمــــا أتَـخَيـَّـــــلُــــهُ
وبرغــــم مئـــات تـجـــاريـبي
لا أعــــرف شـــيـئـــــاً أفـعلُـهُ
جســـــمك صـــاروخ غــــدَّارٌ
ينفجـــــــر بمن يســـتقبـلُــهُ
سحــــرٌ قد تــــاه مُـحَـــدِّدُه
وبـــــــه قد ذاب مُفَصِّــلُـــهُ
كـــم تُـقْــــتُ لوادٍ مــــــن لهبٍ
في طعــــــم لـهــيـبـــك أدخلُـهُ
من أجـــل هواك يهــــون العمـرُ
وأبــــــذل مـــا لا أبـــــــذلُـــــــهُ
******
وأتَـيـت إلــيــــه مُـبَـيِّــنـــــــة
أنِّي اسْـــتَـسْـــلمت ولِـنْـتُ لَــــهُ
أنِّي عُلِّقْـــــت بِـشِـــــرْك هـــواه
بمــــا أبـــــــداه وفـصَّــــلَــــــهُ
ولكـــــم قـــــــد أثّـر في نفسي
وأدار الفـكــــــر وحـــــوَّلَــــــهُ
بل إنِّي صــــرت أســـيرتـــــه
وفرشــــت القــــــلب ليـنْـزِلَـــهُ
ورمَـيْتُ بـعَـيْــنَـــيْــــه مصـــيري
وقصرت ســــنين العمـــــر لَـــهُ
******
ودخـلــنـــــا في خــــلوة حب
وكْـــــرٌ ما أحـــــدٌ يــأْهـــلُــــهُ
يَـخْتزن بِــــهِ تاريخًـــــا أفســد
ممـــــــا راح ..يُـجَــــمِّـــلُــــــه ُ
صـــورٌ عاريــــةٌ وخـمــــــورٌ
وشـــــذوذٌ كـــان يُـعَـــللُــــــهُ
لقطــــات فاضحـــــة جـــــداً
أخجــــــــلني إذ لا تخجلُــــــهُ
وهـــــوان لايُـمْحــــى أبــــداً
فــلمــاذا راح يُـســـجِّــــلُــــهُ
ويـقـــــول ليـــــالٍ شـــاردة
أو نزق مرَّ ســــنُـغْـــفــلُــــهُ
والآن أحــبــــك فَلْتَـنْـسـيْ
تاريخــا لســـت أفضِّــــلُـــهُ
إني قـد عدت إلى رشـــدي
وســــتار الأمس سنســدلُـهُ
حبك قد صهر العمر وراح
يشكِّـــلــــه .. ويُـبَــــدِّلُـــــهُ
ومحــى منه صحف المــاضي
فالماضــي شـــيءٌ أجهـــلُـهُ
عن عمـــــري غابت ذاكــرتي
وكــــأن لقـــــــاءك أوَّلُــــــــهُ
******
وأتي يعــــدو ويصب المــــال
علي قــــدميَّ .. يكيِّـــلُــــــــهُ
وأنــــــا جالســـــــة لا أكترث
أدوس المــــال وأهـمـــلُــــــهُ
وأُقِّـــلـــب طـــرفي شــــاردةً
أقدحُ في الفكــــــر وأعْمِـلُـــهُ
يشغل فـــكري هذا الصــــيَّاد
أقلبُــــــــه .. وأحــــــلِّلُــــــهُ
وأدبِّــــر كيـــف أروّضـــه
وأشـــدُّ القيـــد وأجــــدلُــهُ
******
ونـزعت ثيــابي ملـقــيــــةً
جسـمي في الحـوض أبلِّـلُـــهُ
وأتـي يلهث مثل التمســاح
يغـــــوص إلي مــا يأكلـــهُ
ومشاعره .. مُـسْــتَـنْـفَــرَة
وغــــرائـــزه لا تُـمْــهـــلُــهُ
وأروغ وأفــلـــــت بـــــــدلال
فــــإذا ما اقترب أحــوِّلُـــــــهُ
وأقول ســــتأخذ ما تـبْـغــــي
لكــن في شــرط تَـقـْبــــــلـــهُ
إنـي أحبـبــتـــك يــا رجــــــلُ
يا أحلــــــى أمـــــــل أأمــلـــهُ
حــب لا يحيــي أو يـبــقــــى
إلا والعــــــقــــد يـــكــلِّلُــــــه
فـأجاب قبلــت على شــــرط
قلبــــــك رجــــــل لا يدخلُـــهُ
******
يـــا رجـــلاً لا يعلــم شـــيئـا
لايحمـــل صِيَغــــــا تَـنْـقــلُـهُ
دربـي ألغـــــام قـــاتـلــــةٌ
قد جئت بثقلك تدخلُــــــــهُ
وظننت بـــــأنِّـي عصفـــــور
أمســـــكت بــــــــه وستأكلــهُ
واللّعبــــة فـــنٌ أخــــرجـــه
أتْـقِـنُـــــه حـــين أمَـثِّـلُـــــهُ
أسـكـــــــرتك حتي لا تدري
أو تشـعــــر مـــاذا تـفـعــلُـــهُ
ولقـــد ضيَّعـــتك في شـعـري
وانسكب عليك تَـهَــــــــدّلُـهُ
******
أتذوق هـــــواي وتشــتمـــني
تلعـــن قــــدمي وتُـَقــبـّـــــلُـهُ
أو تضعف أنت وتأمـــــرني
أخـــزي الشــــيطان وأهملُــــهُ
لو كان الفجــــــر لـــه قـــــاع
لرســـــبـت وضمّـــك أســفلُــهُ
مــــا أنت بـــــأوَّلِ حـيــــــوانٍ
أســــتأنســــــه وأذلِّـلـــــــــهُ
مـا أنت بـــأول مَـخْـــبـــــولٍ
أســــــــــلبـه العقل وأخــذلُـهُ
مـا أنت بــــأول مـــذبـــــوحٍ
طوعـــــا يَـجثـــو وأجنـــدلُـهُ
أو عـــــريان في شـــهــــوتـه
يحتـرق ويهــــوي منزلُـــــــهُ
تـتـوســل لي أن تـخـــرج فـي
شـــــيءٍ من زاد تحــمــلُــــهُ
وجـمالي في سجـــن ســنينك
كم قمــت ونمت تغَــــــــلِّــلُـــهُ
كم رحت تعربــــد في جســدي
تُـفْســد ويضـمُّــك مِـخْمـلُــــهُ
كم جســــد جئت لتنهـشـــــهُ
في وكــرك كــنت تُـحَــلِّـلُــــهُ
يـــوم منـِّي مُـتِّـعـــتَ بــــــه
أغلي من عمــــرك تبـــذلُـــهُ
******
يا حـمــــلاً يرجو ذابـحـــــــهُ
أن يتـــــأني لو يــــأكــلُـــــهُ
وقـتـيـــلا يســـأل قـــاتلــــــهُ
يتـرفـــــق حــــين يكبّــــلــــه
دمك المســــفوح علي كفِّـــي
وأنـيـنـــك لا أتحـــمــــــلــــهُ
غيـرك يدنو فاغـــرب عنـِّــــي
أو صب ّ المــــــــاء أغسِّـــــلـهُ
أجهــــــزت عليك فـــــلا معنى
لبقـــــائك هـــــل تتســــــــولــهُ
طولت معي وأضعـــت الوقت
وذاك ملفـَّـــــــــك أقفــلُــــــــهُ