أين خِلٌّ قلبُه صافٍ أَغرّْ
حاضرُ النفعِ ومأمونُ الضررْ
إنْ رأى مني سرورًا سرَّهُ
أو رأى ما ليس يُرضيهِ عَذَرْ
وإذا ما لِنتُ يومًا لان لي
وإذا أغلظتُ في قولي صبرْ
وإذا ضاقتْ بي الدنيا أسًى
كان لي في ظلمةِ الكربِ قمرْ
وإذا ما حِرتُ في أمرٍ ولم
يستَبنْ ما فيه من خيرٍ وشرّْ
جرتِ الحكمةُ في أقوالِهِ
فغدا نورًا وسمعًا وبصرْ
فأراه كلَّ وقتٍ باسمًا
وهو في همٍّ وغمٍّ وكدرْ
يصنع الخيرَ فيُخفى فضلَه
وإذا أهديتُه شيئًا نَشَرْ
كم جهولٍ لا يساوي ظفرَهُ
ظنَّ أنَّ الِحلمَ ضَعفٌ وخَوَرْ
عابه جهرًا وأبدى جهله
فنهاه بابتسامٍ واصطبرْ
قدَّم النصحَ له منفردًا
إنه إنْ نصحَ الخصمَ أسرّْ
فأتاه خصمُه معتذرًا
فعفا عنه سريعًا وغفرْ
ربما أخطأ في مسألةٍ
فإذا بان له الحقُّ أقرّْ
إنْ رأى خِصبَ حياتي ينتشي
وإذا ما أجدَبتْ كان المطرْ
يشكر المحتاجَ إن أكرمهُ
هل سمعتم أنَّ من أعطى شَكرْ
الوفا مستحكِمٌ في طبعهِ
لو أراد الغدرَ يومًا ما غدرْ
ما تراه الدهرّ إلا قائلاً
كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدرْ
فخذوا عمري ومالي كلَّه
إنْ رأيتم مثلَ هذا في البشرْ