بحر الوافر التام بأعاريضه وضروبه
بحر الوافر التام هو أحد نتاجات دائرة المؤتلف ووزنه حسب الدائرة :
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن * مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
لكن ما نلاحظه أن الفراهيدي ضمن منهاجه أنه لا يستخدم تاما إلا بعروض وضرب مقطوفين أي بحذف السبب الأخير من التفعيلة وتسكين الحرف المتحرك الثاني في السبب الثقيل لتصبح مفاعَلْ وتقلب إلى فعولن.
لكن مراجع العروض تضمنت ما يشير إلى النظم عليه تاما :
إِذَا غَضِبَتْ بَنُو أَسَدٍ عَلَى مَلِكٍ * تَخَالُهُمُ المُلُوكُ لأَجْلِهَا غَضِبُوا
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن * مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
ومن الواضح أن البيت لشاعر عربي من بني أسد لكن لم أستطع معرفة قائله.
وعندَكُمُ مَصادقُ منْ وقائِعنا * فمالَكُمُ لدى حملاتنا ثَبَتُ
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن * مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
وكذلك لم أعثر على قائله, وهو على ما يبدو أيضا من الشعر القديم.
وهنا أود أن أضيف وكما قلت سابقا وكما ورد في عدد من مقالات الباحثين في العروض أن القرآن الكريم تضمن أشطرا من الشعر العربي وسبق وأن أشرت للعديد منها وهنا أود أن أذكر الشطر من سورة القدر آية 5:
إليكُمْ هِبَةُ الرَّحمنِ بالقدرِ * "سَلامٌ هيَ حتّى مطلعِ الفجرِ"
مفاعيلُ مفاعيلن مفاعيلن * مفاعيلُ مفاعيلن مفاعيلن
(الشطر الأول من نظمي)
وبالطبع نعلم جيدا التداخل ما بين الوافر والهزج وبين الكامل والرجز حيث لا تفصل بينهما في قصيدة واحدة حتى ولو كانت من مائة بيت إلا تفعيلة واحدة مما يعني أن الشطر أعلاه يمكن أن ينسب للهزج التام أو للوافر التام اعتمادا على ما يأتي من تفعيلات في القصيدة.
علما بأن زحاف النقص أجيز في منهج الفراهيدي وهو عصب مفاعلتن لتصبح مفاعيلن ثم كفها بحذف النون لتصبح مفاعيلُ في الحشو.
وهذا الشطر يجيز لنا النظم على الهزج التام والوافر التام.
ولأن الشعراء هم من يحددون الأوزان وفقا لذائقتهم واستساغتهم للوزن قرأت مؤخرا قصيدة للشاعرة القديرة لمياء فرعون ( أنا السُّوري) وهي من الوافر التام سالم الأعاريض والضروب ومطلعها:
أنـا السُّوري الـَّـذي مـاعـادَ يـُعـتـبـرُ
وإسـمـي الـيـومَ مَـنـبـوذ ومـُحـتـقرُ
وكما يتضح من المطلع أنها من الوافر التام بعروضة وضرب سالمين من القطف.
ويبين التقطيع العروضي للمطلع كما في لوحة التقطيع أن الدائرة هي دائرة المؤتلف ويمكن قراءة وزن الكامل على الدائرة أيضا إضافة لوزن البحر المهمل فيها. ويظهر باللون الأحمر زحاف العصب في تفعيلة الوافر بتسكين الخامس المتحرك لتصبح مفاعيلن.
وربما هناك شعراء آخرون نظموا على الوزن التام.
وأقدم اللوحة هدية مني ومن رابطة الواحة الثقافية للشاعرة لمياء فرعون.
آمل أن تروق لها ولكم.
تحياتي وتقديري