الرقية في أصلها دعاء يتوجه به الإنسان إلى ربه ليكشف ضره ، أو يدعو له شخص آخر ، فلماذا تحوّلتْ في زمننا هذا إلى مهنة حرة يمتهنها الصالح والطالح ؟
هل كانت هناك طوابير للرقية الشرعية في زمن النبي ص أو أحد من خلفائه الراشدين أو في القرون الثلاثة الأولى وهي خير القرون رغم وجود الداعي إليها المتمثل في أنواع الأمراض والابتلاءات ، ووجود أهلها القادرين عليها وهم السادة العلماء ؟
هل كان العلماء يجهلون أهمية الرقية فتركوها ، أم أنّهم يعرفون أن الأدعية ليست للبيع ؟
وأين يوجد في تاريحنا الإسلامي ابتداء من حياة النبي ص إلى عصور الإسلام المزدهرة، ذِكْرٌ لحالات إخراج الجان من الإنسان ؟
في أي بلد وقع هذا ، وعلى يد مَن تم إخراج الجان ؟
ثم أليست مسألة إخراج الجان مما تشتد إليه الحاجة في كل زمان ومكان وتتكرر باستمرار ، فكيف يتركها كافة العلماء وطلبة العلم عبر هذه العصور ؟
ألم يكن في عصورهم مَن يصاب بهذا الابتلاء؟
لماذا بدأ التنظير لفقه الرقية في عصور الضعف والانحطاط عكس العصور الزاهية ؟
ألا يدل هذا على أنّ التخلف الحضاري تتخمّر فيه كافة الآفات وتزدهر فيه التجارة بالدين واستغباء الناس ؟
لماذا يتمسك دعاة الرقية بأحاديث ضعيفة أو محتملة رغم أن المسألة بسبب أهميتها كان من المفترض أن تَرِد فيها أخبار متواترة ومشتهرة ، فهل أخبار الآحاد المشكوك في صحتها كافية لإعطاء الشرعية لممارسات توجد فيها مختلف العروص التجارية إلا الدعاء الخالص ؟.