كـاد الـفؤادُ مِـنَ الأَسَـى يَـتَفطَّرُ
والـعـينُ أمـسـى دَمْـعُها يـتحَدَّرُ
فـكـأنَّ مَـوتَـكَ مُـسْـتعارٌ وَقْـعُهُ
مِـنْ هَـوْلِ يَـوْمٍ شَـمْسُهُ سَـتُكَوَّرُ
يَـبْـكِيكَ مَـمْـشاكَ الــذي عَـبَّدْتَهُ
بالسَّعيِ في حاجاتِ مَنْ هُوَ مُعسِرُ
يَـبْـكيكَ طُــلَّابٌ رَضُـوكَ أبـاً لَـهُمْ
فـالـحُبُّ مِــدرَارٌ وعَـطفُكَ يَـغمُرُ
تَـبكيكَ أطـيارُ الـمقام وكـمْ رنَـتْ
لـكَ ، سَـرَّها مِـنكَ المُحيَّا الأزهَرُ
يـبكيكَ حَـوشُ الـكَرْمِ قـد عـبّقتَهُ
بـالعِطرِ حـتَّى غـار مـنكَ الـعنبرُ
يـبـكيك سـجَّادُ الـصلاة ومُـصحفٌ
ومُــرتّــلٌ ومـــؤذنٌ والـمِـنْـبَرُ
مـا قـلتَ لا مـا كـنتَ تـنهرُ سائلاً
إمَّـــا ابـتـسامٌ أو عـطـاءٌ يُـنـثرُ
يـا مـصطفى إنَّ البلاد قد اكتَسَتْ
بـالـحزن بـعدكَ فـاكفَهَرَّ الـمَنظرُ
هـل مِـنْ عـزاءٍ سـوف يُبرِدُ لَوْعَةً
أجَّـتْ فـعَزَّ عـلى الـنفوس تَـصَبُّرُ
يــا واسـعَ الـرحماتِ ألْـهِمْ أهـلَهُ
صَـبْـراً وسـلـواناً فـإنـك تـقـدِرُ
واغـفِرْ لعبدكَ مصطفى والطفْ به
إنّ الـنَّـزيل قِــرَاهُ مِـنـكَ الـكوثرُ