ممرضةٌ في ممرٍ طويلْ
و دكتور يجري وصوت عويلْ
و نقالتان فتى وعجوز
وصوت شهيقهما كالصهيل
فقال بلطفٍ طبيب القدوم
شفاؤك يا والدي مستحيل
و داخل مشفاي بالعشرات
أبي عد ولا تعد أي زميل
و مال إلى الطفل قال خذوه
إلى غرفة العزل أخذا جميل
و هاجت بقلبي رياح الفضول
تبعت الطبيب وذاك العليل
ينادي افتحوا الباب ضيفٌ جديد
ليُفتح في الحال بابٌ ثقيل
هناك ارتجفت ارتجاف الطيور
سقطت من الخوف إلا قليل
لقد كان والله شيئا رهيب
طبيبان من فوق كل نزيل
فهذا يزود بالـ "الأوكسجين"
وهذا يجرب مصلا بديل
وأشياء لن يحتويها الكلام
ولو كان نصل يراعي صقيل
بكيت لسمراء في الأربعين
بما قال أيوب تدعو الجليل
تقول أيا رب خلفي عيال
صغارٌ وقد مات عنا المعيل
وطفل بماما يرج البناء
وقلبي يرج وعيناي نيل
ودكتور يبدو جديدا صغير
بكا بانهيارٍ أنا مستقيل
عجوزٌ تقبل صورة شيخ
وداعا لقد حان وقت الرحيل
خررت على الأرض مثل القتيل
سجدت لربي سجود الذليل
إلهي طغى الداء في المسلمين
و أنت استجبت دعاء الخليل
إلهي أتستبــــدل التائبين
و أنت ترى في القلوب الدليل
ولا زال خلقك يستغفرون
ولا زلت تعبد في كل ميل
إلهي أجرنا فإنا ضعاف
شكونا إليك الوباء الوبيل
إلهي اشفِ كوكبنا يا رحيم
بكن فيكون السلام ظليل
إلهي طلبنا بذل العبيد
تعاليت يا رب لست بخيل
وليس سواك لنا من إله
وحسبيَ أنت ونعم الوكيل