من كلام الحكماء؛ الأدبُ أشْرفُ النسب.
وقال ميمون بن مهران: (من فاتَه الأدب لم ينْفعه النَّسب).
وقال الشاعر في المعنى:
لكلِّ شيءٍ حسنٍ زينة ... وزينَةُ العالم حسن الأدبْ
قد يشرفُ المرءُ بآدابه ... فينا وإنْ كان دنيَّ النَّسَبْ
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (عزُّ الشُريف أدبُه).
وقال بعض الحكماء: (منْ كثُر أدبُه كثُر شرفُه وإن كان قبْل ذلك وضيعاً).
وقرأتُ في بعض تواليف الحافظ أبي الطاهر أحمد بن محمد السِّلفي، رحمه الله على شيخنا أبي
الحسن علي بن هشام روايته عنه. قال عبد الله بن
(1/81)
عائشة: وُلِدَ لكسرى موْلودٌ فجِيء ببعض أهل
الأدب وجيء بالمولود فوضع بين يديه. فقال له كسرى: ما خيْرُ ما أوتي هذا المولود؟ فقال: عقل
يولد معه قال: (فإن عدِمَه ذاك) قال: مالٌ يستُرهُ. قال: فإن عدمه ذاك. قال: أدبٌ حسن يعيش به بين
الناس. قال: فإن عدمه ذاك. قال: صاَعِقة مُحرِقة.
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
ما وَهَب الله لأمرئ هبةً ... أحسنَ من عقلِهِ ومن أدبه
هما حياةُ الفتى فإنْ عُدما ... فإنَّ فَقْدَ الحياة أشبهُ به
نشدني بعض الأدباء لخلف الأحمر:
خيرُ ما ورَّثَ الرجالُ بنيهِمُ ... أدبٌ صالحٌ وحسنُ الثناءِ
هو خيرٌ من الدَّنانير والأو ... راق في يوم شدَّة ورخاءِ
تِلْك تَفْنَى والدّين والأدب الصَّا ... لِحُ لا يفنيانِ حتى اللقاءِ
وقال بعض الأدباء المتأخرين: (العِلمُ أكرمُ منهاجٍ، وسراجٍ وهاج، ما صَدِيَ من سقاهُ صوبَ صفائه،
ولاعَرِي من كساهُ ثوب بهائه، ولاحادَ عن الحقِّ لسانُ من يرويه، ولا خافَ من الخَلْقِ جَنانُ من
يَحْويه.
وجَمعُ العلوم كمالٌ، والأدبُ منها جمالٌ، وهو لسان النبيِّ العربي).