|
غَـــدَاةَ أَتَــتْ وَأَضْــمَرَتِ الــفِرَاقَا |
أَرِقُّ لَــــهَــا وَتَــتَّــهِــمُ اخْــتِــلَاقَــا |
أَمُـــدُّ يَــدَ الــوِصَالِ بِــكُلِّ رِفْــقٍ |
فَــتَــكْسِرُ لِـلْـوِصَالِ يَــدًا وَسَــاقَـا |
أُعَــتِّقُ بِــالوِدَادِ سُــلَافَ شَــوْقٍ |
فَــتُـهْرِقُ بِــالــنَّوَى كَــأْسًا دِهَــاقَـا |
وَأَرْوِيــهَا الــحَنِيـنَ فُــرَاتَ هَــمْسٍ |
فَـتَرْوِي مِــنْ جِـرَاحَـاتِي الــعِرَاقَـا |
إِذَا وَقَـــرَ الــغَــرَامُ بِــقَــلْبِ حُــرٍّ |
فَـلَـنْ يُــرْخِــيْ الــوَفَاءُ لَــهُ وِثَــاقَـا |
أُدَارِي الــكِــبْرِيَاءَ بِــأَلْفِ عُــذْرٍ |
فَــلَــمْ تَــفِقِ الــنُّهَى لَـمَّا اسْــتَفَاقَـا |
أَقُــولُ وَقَــدْ عَــطَفْتُ عَــلَى أَنَيْنِي |
لَـعَلَّ إِلَــى الــهَوَى تَــبْكِي اشْتِيَاقَـا |
لَــكَمْ قَــيَّدْتُ بِاسْمِ الرُّشْدِ نَفْسِي |
فَـمَــا رَدَعَ الــوَقَــارُ لَـهَا انْــطِلَاقَـا |
وَإِنِّــــي كُــلَّــمَا نَــازَعْــتُ قَــلْــبِي |
تَــشَــبَّثَ بِـالَّذي يَــخْشَى اعْــتِنَاقَـا |
وَلَـــوْ أَنِّـــي أَثُــوبُ إِلَــى صَــوَابِي |
لِأَدْرَكْـتُ الــتَّزَلُّف كَيْفَ حَاقَـا |
إِذَا كَــانَتْ تَــعِيبُ الــعِشْقَ بَوْحًا |
فَــمَـاذَا حِــيــنَ نَــقْــتَرِفُ الــعِنَاقَـا |
وَلَــنْ تَــنْفَكَّ أُنْــثَى الــغَيْمِ غَضْبَى |
وَلَـوْ رَكِــبَ الــسَّحَابُ لَهَا البُرَاقَـا |
فَدَعْ عَنْكَ الأَسَى يَا قَلْبُ صَفْحًا |
وَلَا تَــــدَعِ الــنَّــقَاءَ وَإِنْ أَرَاقَـــا |
وَطَــرِّزْ مِــنْ حَــرِيرِ الــصَّفْوِ كَوْنًا |
لِــمَــنْ ذَاقَ الــجَــمَالَ وَمَـــا أَذَاقَــا |
وَغَــنِّي يَــا حُــرُوفُ لِــكُلِّ مَــعْنَى |
فَــــرِيــدٍ فِــــي أَنَــاقَــتِــهِ تَــرَاقَــى |
إِذَا مَــا اعْــتَدَّ بِــابْنِ الفَخْرِ عُجْبٌ |
رَأَى فِــي كُــلِّ مَــا يَـأْتي خَلَاقَـا |
وَمَــنْ دَخَــنْتَ رُؤَاهُ بِــجَمْرِ وَهْــمٍ |
يَــظُنُّ الــدَّخْنَ قَــدْ مَــلَأَ الـرّوَاقَـا |
وَلَــيْسَ يَــضِيرُ قَــدْرَ النُّورِ أَعْشَى |
يَـظُــنُّ الــفَتْقَ فِــي الآفَــاقِ فَــاقَـا |
تَــهَــلْهَلَ كُــلَّــمَا بَــهَــرَتْهُ شَــمْــسٌ |
وَهَــلَّــلَ كُــلَّــمَــا لَــمَــحَ الــمَــحَاقَـا |
وَفِــي قُــرَبِ الــسَّحَابِ يَرَى يَبَابًا |
وَفِـي قُــبَبِ الإِبَــاءِ يَرَى الإِبَاقَـا |
وَكَــيْفَ يُــلَامُ؟ غَــايَةُ مَــا تَــسَنَّى |
لِــيُدْرِكَ مَـا الَّذِي فِي العَيْنِ طَاقَـا |
وَلِــلْأَعْــرَافِ وَالــفِرْدَوْسِ أَهْــلٌ |
لَـهُــمْ جُــعِــلَتْ سَــمَاوَاتٌ طِــبَاقَـا |
وَمَــا اسْــتَعْصَى عَــلَى شَفَتِي بَيَانٌ |
وَمِــنْ كَــأْسِ الرُّؤَى كُلٌّ تَسَاقَى |
وَنَــحْلِي اشْــتَارَ مِنْ سَهْلٍ وَصَعْبٍ |
يَــصُــبُّ لِــكُــلِّ مُــتَّــكِئٍ مَــذَاقَــا |
فَمَنْ شَاءَ الضِّفَافَ أَصَابَ شَهْدًا |
وَمَـنْ شَــاءَ السُّلَافَ صَفَا وَرَاقَـا |
إِذَا خَــرَقَ الــسَّفِينَ هَــوَى مُطَاعٌ |
فَــقَدْ غَــرِقَ الــيَقِينُ وَإِنْ تَــلَاقَى |
وَمَــا تُــجْدِي الفَصَاحَةُ فِي نُفُوسٍ |
إِذَا عَـلَــفَ الــضَّمِيرُ بِــهَا الــنِّفَاقَـا |
سَــأَمْــضِي بِــالرِّسَالَةِ كُــلَّ دَرْبٍ |
وَإِنْ شَــقَّ الــدُّجَى أَرَبِــي وَشَاقَى |
وَفَــوْقَ الــغَيْـمِ أَصْنَـعُ فُلْكَ فِكْـرِي |
وَإِنْ عَــلَكُوا بِـمَا انْــتَهَكُوا السِّيَاقَـا |
سَيَسْخَرُ مِنْكَ غَرَقَى الذَّاتِ كِبْرًا |
وَيَــلْحَنُ فِــيكَ مَــنْ لِلشِّـعْرِ بَــاقَـا |
فَـــلَا تَــهْــتَمَّ يَــا طُــوفَانَ نُــوحِي |
بِـمَنْ حَــسِبَ الــشِّقَاقَ لَهُ انْعِتَاقَـا |
وَلَا تَــغْــتَمَّ يَـــا أَيُّـــوبَ حِــلْــمِي |
بِــمَــنْ يَــجْــتَرُّ فِــي فَــمِهِ الــبُّصَاقَـا |
وَمَـــاذَا الــشِّعْرُ إِلَّا مِــنْ مَــعِينِي |
وَإِنْ كَـفَــرَ الــحَسُودُ بِــهِ وَضَــاقَـا |
وَهَــذَا كَــوْثَرِي بِــالزَّجْرِ يَــجْري |
جَـــزَاءً بِـالَّــذِي اقْــتَــرَفُوا وِفَــاقَـا |