حروف خرساء ..
حروفك الخرساء تجدف في بحر عينيك ، تخوض غمار الموج ، نحو الضوء المسافر إلى شاطئ الكلمات .
نظراتك المحدِّقة في التفاصيل ، تفضح خوفك المرتعش خلف الأمنيات .
ذراعاك الملتفان حول خاصرتك ، يمنعان البوح الساكن في شفاهك المرتبكة ، من النطق بأسرار الوجد الغائر في شريط الذكريات .
لا تقلقي ، واستمري في رحلة الصمت ، فإنني أقرأ في ثنايا الجفون الناعسة ، رسائل الشوق الدفين ، وفي هفهفات الرموش الداجية ، أسرار الصمت الحزين .
أرجوك لا تخبريني عن شيء ، فإن قلبي يحدثني عنك كثيراً ، ويحمل رسائلك إليَّ كل مساء ، حين يزورني طيفك في الموعد الذي كنا نلتقي فيه ، على ناصية الطريق في المدينة العتيقة ، حين كنا نقف لساعات
أمام الشاطئ الحالم ، على أنغام النوارس تغني لنا ،ونسيم البحر يهمس في آذاننا بصدى كلماتنا ، وضحكاتنا .
لا زلت أذكر حينما تختلط الدموع بالبسمات ، وحين كانت تتلعثم الكلمات ، خوفاً من ساعة الفراق ، ولحظة الوداع ، أذكر حينما كانت أيدينا ترفض الانسحاب من يد الغروب عندما يعانق الشاطئ و يمتد نحو الطرقات والأحياء المجاورة ، حين كنا نخاف ألا تشرق الشمس مجدداً ، فيستحيل اللقاء .