ليس التدَيُّنُ سُبْحَةٌ وسُجُودا
إنَّ التديُّنَ أنْ نُضِيفَ جَدِيدا
"وقُلِ اعملوا" فكأنها مَنْسُوخَةٌ
أفَلَمْ تكُنْ يوماً تفُكُّ قُيُودا
لَوْ يُبْعَثُ الفارُوقُ يُلْقِي نَظرَةً
لَرَأَيْتَهُ فِينا يُذِيبُ حَدِيدا
ليْسَتْ تُقامُ حَضَارةٌ بِتَكَاسُلٍ
أو أنْ نَظَلَّ مِنَ الهَوَانِ قُعُودا
قَدَرُ الحضارةِ أنْ تكونَ تزاحُما
أو سَوفَ يَبْقَى الجَامِدُونَ عَبِيدا
دُونَ الثُّرَيَّا كَيْفَ تَرْضَى مَنْزِلاً
وعَلَامَ تَتَّخِذُ السَّبِيلَ رُقُودا
قُمْ فالْحَيَاةُ لِمَنْ سَعَى مِطْوَاعَةٌ
قانُونُهَا مَنْ رَامَ نَالَ مَزِيدا
مَنْ ظَنَّهَا غَربِيَّةً حِكْراً لَهُمْ
سَيَعِيشُ يَجْتَرِعُ الشَقَاءَ بَلِيدا
أو ظَنَّ أنَّ مَنَالَهَا مُتَعَذِّرٌ
لِتَآمُرٍ فالرأيُ ليس سَدِيدا
حَتَّامَ تُحرِقُ في العَداَوَةِ طَاقَةً
لو أنَّها قد أنْتَجَتْ تَشْيِيدا
سَامِحْ فَمَا الإسلامُ إلَّا رَحْمَةٌ
لِلْعَالَمِينَ ولا تَحُلَّ عُهُودا
لكَ فِي النَّبِيِّ وقد تَعَايَشَ قُدوةٌ
وَسِعَ النَّصَارى صَدْرُهُ وَيَهُودا
مَا اسْتَلَّ فِي وَجْهِ الْمُسَالِمِ سَيْفَهُ
وعَلَى مُحَارِبِهِ يَكُونُ شَدِيدا
بِمَكَارِمِ الأخلاقِ نَفْتَحُ مُغْلَقاً
حتَّى ولَوْ صَخْراً يَكُونُ صَلُودا
ونُجَاوِرُ الجوزاء في عَلْيَائِها
ونَحُوزُ في دَارِ السَّلامِ خُلُودا