|
رَفَّ الفؤادُ مُناهِضًا ، ومُنَدِّدا |
وبحُزنِهِ أمسَى يَئِنُّ مُرَدِّدَا |
خَسِئَ الذِي يَبغِي إهانَةَ أحمدٍ |
مُتحَلِّلاً مِنْ كُلِّ فَضلٍ .. مُفسِدَا |
مُتَذَرِّعًا أنَّ الحياةَ تَفَتُّحٌ |
والرَّأيُ حُرٌّ في البريَّةِ قَدْ غَدَا |
فَلِكلِّ فَردٍ مذهبٌ وعقيدةٌ |
يُرغِي ويَهذِي بالكلامِ مُعربِدَا |
فَأبَيتُ إلا أنْ أَسُلَّ مُهندًا |
مِمَّا أقولُ منافِحًا ، ومُنَدِّدَا |
لأذُبَّ عَنْ عِرضِ النَّبِيِّ بِأحرُفٍ |
جُمِعَتْ فَصارَتْ كاللهِيبِ تَوَقُّدَا |
قدْ أَنْضَجَتْها نارُ غَيظٍ أُوقِدتْ |
في قَلبِ حُرٍّ كِي يُصيبَ بها العِدَا |
أبياتِ شِعرٍ مِنْ قَريحةِ شاعرٍ |
هجرَ المنامَ ، وباتَ يَسهَرُ أوحَدَا |
ما ذاقَ طَعمًا لِلمنامِ ، وما اهتَنَى |
بَلذِيذِ عيشٍ .. إِذْ يُناجِي الفَرقَدَا |
أَ يُهانُ خيرُ الخلقِ عدْوًا بَيننَا ؟! |
أُ يُهانُ مَنْ قادَ الخليقَةَ لِلهُدَى ؟! |
أَ يَنالُ مِنهُ حاقِدٌ مُتَغطْرِسٌ ؟! |
زَعْمًا بِأنَّ الرَّأيَ حُرٌّ .. مُسْنِدَا |
يَعْزو التَّفَتُّحَ لِلحضَارَةِ واهِمًا |
إنَّ الحضَارةَ لا تُقِرُّ الملحِدَا |
خَسِئُوا وَربِّ البيتِ إنَّ محمَّدًا |
أَعلَى وأشرفُ أنْ يُنَالَ ويُعْتَدَى |
خَسِئَتْ كِلابُ الرُّومِ ضَجَّ نُباحُها |
وتَهارَشَتْ .. بُغضًا وحِقدًا أسْوَدَا |
كَلاَّ وربِّ البيتِ نحنُ لِعرضِهِ |
سَدٌّ مَنيعٌ ، والنُّفوسُ لَهُ فِدَا |
والمالُ يَفديهِ وزوجٌ صالِحٌ |
وأبِي وأمِّي والبنُونَ عَلَى المدَى |
هذا النَّبِيُّ الهاشِمِيُّ محمدٌ |
نَبعُ السَّلامِ ونورُ هَدْيٍ قدْ بَدَا |
مِنْ أرضِ مَكةَ قدْ أَشَعَّ ضِياؤهُ |
فَمَشَى عَلَى دَربِ الرَّسولِ مَنِ اهتَدَى |
ويَضِلُّ عَنهُ حاقِدٌ ومُكابِرٌ |
مُتَكَبِّرٌ في الأرضِ عاثَ ، وأفسَدَا |
الرَّحمةُ المهداةُ والنُّورُ الذِي |
قَشَعَ الظَّلامَ عَنِ العيونِ ، وأَرشَدَا |
فَالْتَامَ قَومٌ في القِفارِ تَشَتَّتَتْ |
أحوالُهُمْ .. صَاروا بِناءً شُيِّدَا |
كَالصَّرحِ صَاروا في ارتِفاعِ بِنائِهِ |
وتَماسُكِ البُنيانِ صَفًّا أَوحَدَا |
هِيَ أُمَّةٌ جَمَعَ الرَّسولُ شَتاتَها |
فَتآلَفَتْ ، والدِّينُ فِيها جُسِّدَا |
فَمضَتْ تُنافِحُ عَنْ حِياضِ نَبِيِّها |
وتَذُبُّ عَنهُ المارِقَ المُتَعَنِّدَا |
يا أُمَّةَ الإسلامِ هُبِّي نُصْرَةً |
وتحَرَّكِي كَالسَّيلِ يَجْرِفُ جَلْمَدَا |
دُكِّي قِلاعًا بالضَّلالِ تَطاوَلَتْ |
وَذَرِي القُلوبَ لَدَى الحَناجِرِ صُّعَّدَا |
حَتَّى يُهانوا بِالحِصارِ ، ويَخضَعوا |
لِلحَقِّ طُرًّا ، ثُمَّ نَعْلوهُمْ يَدَا |
فنقول : هذا اليومُ يومُ كرامةٍ |
ويُسجِّل التاريخُ نصرًا جُدِّدَا |