يــا لاهِـيَ الـقلبِ لا مَـالٌ ولا جَـاهُ
يَــدومُ لِـلْـمَرءِ والـبَـاقِي هُــوَ اللهُ
حَــتَّـامَ تَـفْـتِـنُكَ الـدُّنْـيَـا بِـزِيـنَتِهَا
والـمَـوْتُ حَـوْلَ الـبَرَايَا فـاغِرٌ فَـاهُ
عَـلـيْكَ بـالتَّوْبِ مِـمّا قـد جَـنَتْهُ يَـدٌ
فـالـتَّوْبُ يَـمْـحُو لِــلَاهٍ مــا تَـجَنَّاهُ
ولـيسَ أثْـقَلُ فـي الميزانِ مِنْ خُلُقٍ
أَضْـفَـى عَـلَـيْكَ وَقَــارًا جَـلَّ مَـرْآهُ
وَاصْـحَبْ أَخًـا إنْ تَغِبْ تَأْمَنْ مَجَالِسَهُ
فَــذَاكَ صِـنْـوُكَ لا تَـضْـجَرْ بِـلُـقْيَاهُ
وَخُــذْ نَـصِيبَكَ مِـنْ دُنْـيَاكَ مُـقْتَصِدًا
فـالْقَلْبُ بِـالْحِرْصِ قَـدْ تُدْجَى زَوَايَاهُ
وَنَــمْ نَـقِـيًّا مِــنَ الأَحْـقَـادِ تَـأْنَفُهَا
فَـالْعِزُّ يَـكْسُو الـذي تَـصْفُو نَـوَايَاهُ
وَافْرِشْ لكَ الهَوْنَ في مَمْشًى تَمُرُّ بِهِ
فاللهُ يَـرْفَـعُ مَـنْ قَـد هَـانَ مَـمْشَاهُ
وَصِـلْ بِحُبٍّ ذَوِي القُرْبَى وَلَوْ قَطَعُوا
أَغْـنَاكَ وَصْـلٌ وَطَـالَ الـعُمْرُ مَـجْرَاهُ
وَأَوْفِ بِـالـعَـهْـدِ إِنَّ اللهَ سَــائِـلُـهُ
قَــدْ فَـاقَ مُـوفٍ إذا عُـدَّتْ سَـجَايَاهُ
والـكِبْرَ وَالـعُجْبَ دَعْ فَـالدُّودُ مُرْتَقِبٌ
إيَّــاكَ فِـي جَـدَثٍ قَـدْ ضَـاقَ حَـدَّاهُ
وَمُـبْتَلًى بِـالْمَعَاصِي إنْ نَـصَحْتَ لَـهُ
لُـطْـفًا بِــهِ رُبَّـمَا ذَا الـلُّطْفُ يَـنْهَاهُ
وقَـــدْ تَــدُرُّ مُــرَاءَاةٌ عَـلَـيْكَ ثَـنَـا
لـكِـنْ ثَـوَابُـكَ قُـلْ لِـي أيْـنَ تَـلْقَاهُ
وَرُبَّ مَـعْـصِيَةٍ قَــدْ أَوْرَثَــتْ خَـجَلاً
وَكَــمْ مُـطِـيعٍ غُــرُورٌ فِـيهِ أَطْـغَاهُ
وَرَاعِ فِــي الْـجَارِ لِـلْمُخْتَارِ تَـوْصِيَةً
أَلَـيْـسَ جِـبْـرِيلُ بِـالْـجِيرَانِ أَوْصَـاهُ
وامْـتَحْ لِـطِفْلِكَ مِـنْ عِـلْمٍ وَمِنْ أَدَبٍ
تَـفُـزْ بِـأُخْـرَاكَ إنْ رَاعَـيْـتَ أُخْــرَاهُ
واللهُ قَـدْ كَـتَبَ الْإحْـسَانَ فَاحْنُ عَلَى
تِـلْـكَ الْـبَـهَائِمِ إنْ مَـازِلْـتَ تَـخْشَاهُ
وَالـظُـلْمُ مَـرْعَـاهُ قَـدْ تُـغْرِيكَ لَـذَّتُهُ
لَـكِـنَّـهُ ظُـلْـمَـةٌ تُــرْدِيـكَ عُـقْـبَاهُ
وَإنْ رُزِئْـــتَ بِـمُـرٍّ فَـاصْـبِرَنَّ لَــهُ
سَـيَـسْكُبُ اللهُ أَمْـنـاً فِـيـكَ تَـرْضَاهُ
وَذُو الْـكَـهَانَةِ أَعْــرِضْ عَـنْ مَـقَالَتِهِ
لا يَـخْـدَعَنْكَ امْــرُؤٌ إِبْـلِـيسُ أَغْـوَاهُ
وَاسْـمَعْ لِـذِي شَـيْبَةٍ جَادَ الزَّمَانُ بِهِ
مُـحَـنَّكٍ كَـبْـوُهُ فِــي الـسَّيْرِ رَبَّـاهُ
وَلا تَــذُمَّــنَّ إلَّا بَــعْــدَ تَــجْـرُبَـةٍ
الـنَّاسُ فِـي ظَـاهِرِ الأَخْـلَاقِ أشْـبَاهُ
ولا تَـعِـبْ مِـهْـنَةً صَـانَتْ أَخَـا عَـوَزٍ
عَــنِ الـسُّؤَالِ وَلَـمْ تُـحْرَجْ بِـشَكْوَاهُ
وَقِـيـمَةُ الـمَرْءِ فِـيمَا كَـانَ يُـحْسِنُهُ
وتَــارِكُ الـكَدِّ سُـؤْلُ الـنَّاسِ أخْـزَاهُ
وَلا تَــلُـمْ كَـادِحًـا شَـابَـتْ ذَوَائِـبُـهُ
لَـمْ يَـتْرُكِ الـسَّعْيَ لَكِنْ خَابَ مَسْعَاهُ
وتَحْتَ جُنْحِ الدُّجَى وَالنَّاسُ قَدْ سَكَنُوا
زُرْ مُـعـدَمًا رُبَّـمَـا الْـخِـلَّانُ تَـنْسَاهُ
وفِــي يَـمِـينِكَ سِــرٌّ لا يُـحَـاطُ بِـهِ
حَـتَّـى تَـقُـولَ شِـمَالٌ كَـيْفَ أخْـفَاهُ
ولَـوْ صَـبَرْتَ عَـلَى الـجَوَّالِ تَـهْجُرُهُ
حِـيناً وَحِـيناً فَـكَمْ فِـيهِ الوَرَى تَاهُوا
والـنَّفْسُ إنْ عُـوِّدَتْ تَـعْتَدْ فَـفِرَّ بِـهَا
عَــنِ الـسَّـجَائِرِ قَـد تُـؤْذِيكَ أفْـوَاهُ
وَفِـي الْـخِصَامِ سَيَبْدُو الْمَرْءُ جَوْهَرُهُ
وَفِـي الـشَّدَائِدِ تُـبْلَى الْـوُدُّ جَـدْوَاهُ
والـوَقْتُ أَثْـمَنُ مَا يُعْنَى الحَصِيفُ بِهِ
فـي نَـفْعِ غَيْرٍ وَفِي التَّحْصِيلِ أمْضَاهُ
وَدُونَـكَ الـعِلْمَ زَاحِـمْ فـي مَـجَالِسِهِ
واقْـطَـعْ نَـهَارَكَ فِـي إدْرَاكِ مَـرْمَاهُ
وفِـــي الـقِـرَاءَةِ إمْـتَـاعٌ وفَـائِـدَةٌ
فَـاخْـتَرْ جَـلِيسَكَ حَـرْفاً رَاقَ مَـعْنَاهُ
وبِـالْـمَعَالِي كَـمَـالُ الـمَرْءِ مُـنْعَقِدٌ
والْـعَجْزُ فـي حُـفَرِ الـتَسْوِيفِ أبْقَاهُ
وفــي الـتَّـأمُّلِ لِـلإنـسانِ تَـذْكِـرَةٌ
تُـنِيرُ فِـكْراً فَـيَحْكِي الـكَوْنُ مَـغْزَاهُ
وفــي الْـخِـتَامِ صَــلاةُ اللهِ دائـمـةٌ
عـلى الـذي لا يُـضَاهَى فـي مَزَايَاهُ
والآلِ والـصَحْبِ والأتـباعِ مـا غُفِرَتْ
ذُنُـــوبُ دَاعٍ يَــخَـافُ اللهَ مَـــوْلاهُ
-------------
أضع هذه المحاولة الشعرية بين أيدي شعرائنا للنقد والتصحيح.
جلال دشيشة