لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
رائعة عذبة تنبض بالجمال والحكمة
مودتي وتقديري
كبوتَ يوم كبا جوادُكْ
بعد الاجتهاد والكفاح يكون هناك طعم ولذّة للشعور بالسعادةولا تصفِ السنين سنينَ نحْسٍ
فأنتَ السعدُ يصنعه اجتهادُكْ
ثم أنك بدأت المطلع وكأنّ هناك كلام مفقود نتج عنه استكمال الخطاب ، واو الاستئنافية تعني الكثير ، إضافة إلى استعمال لا الناهية مما يجعل القارئ يستعدّ للاستماع لخطاب وتوجيه قويّ فرييد من نوعه ومليء بالحكمة والتجربة .
فعلا ، واستعمالك للفظة ( نبيّ) كان موفّقا ، خصوصا أنّ الأنبياء والرسل هم أعلم أهل الأرض لأنّ الله اصطفاهم وأوحى لهم ، اعجبني استعمالك لها مع لفظة العلم كونه خاصيّة وميزة للأنبياء عن بقيّة البشر .أتطمح أن تكونَ نبيَّ علمٍ
فكيفَ به .. وأنت الجهلُ زادُكْ..؟
الله الله ، هذا البيت بديع المنظر ، ومُلهم في تخيّله ورائع في معناه رغم مافيه من تقريع قويّ وكأنها صفعة لتوقظه لا لتميتهمددتَ العمرَ عشباً فوقَ عشبٍ
فكيف يكونُ كالنخلِ امتدادُكْ
أي كيف تُمضي عمرك كالعشب القصير الذي لم تسقيه وتنميه ، وبعد هذا تريد أن تكون شامخا وقامة في العلم كالنخل
أن تشبه فعله بعدم اعتنائه بالعلم او باي امر ىخر قابل للتطوير والنموّ بالعشب ووجه الشبه القصر ، ثم تشبّه رغبته وأمله في ان يصير قامة في العلم وتشبيه هذه القامة بطول النخل لهو تشبيه فريد وموفّق
ربما تشبيه القامة في كل شيء والشموخ بالنخل وارد عند الشعراء ، أما التشبيه الأول وهو عدم اعتنائه أو إهماله أو قعوده كما هو بقصر العشب فلم يسبق أن قرأت مثله على الأقل بالنسبة لي ، ولا أعلم إن كان قد ورد شبيها به عند السلف ، وهو في كل الأحوال رائع .
الدغل هو عادة يُطلق على الغابات كثيفة الاشجار ملتفة من تقاربها وتشابك أغصانها ، وتعني أيضا ( عيب في الأمر يفسده) ،وكذلك الريبةزرعتَ بخصبِ أرضِك كلّ دَغْلٍ
وتزعلُ إن يكن دغلاً حصادُكْ
وأظنّ والله أعلم هي الأقرب ، أي أنك تزرع الريبة في كل مكان في أرضك ثم تزعل أن يكون حصادك سيئًا وفيه عيوبا .
وكلّ إنسان يحصد مازرعه ، إن خيرا فخير وإن شرًّا فشرّ
معنى وتصوير جيد .
طريقة تعامل الإنسان مع الأقدار التي تقع في حياته تُحدّد اجتيازه ونهايته ، لذا من يسيء التصرف مع ماقُضي أن يقع عليه وقُدّر أن يأتيه يكون غالبا سبب نفسه غن لم يدرك أغلاطه بالتصويب ، فنجد بعضهم يعاتب ويلقي على الزمن جام غضبه وسوء ماحصل له وإنما هو راجع في الأساس لطريقة تفكيره وتصرفاته أو عناده .كفاك مُعاتباً للدهرِ خصماً
فخصمُك ليس دهرُك بل عنادُكْ
النفس على ماعوُّدت ، فإن تركتها خاملة اعتادت وإن درّبتها على الهمّة تخلّصت من الكسل بالتدريجقد اعتدتَ الخمولَ مع الأماني
فما لَثِمَ الأمانيَّ اعتيادُكْ
وتصوير جيد في العجز ، مما يوحي أن عدم لثم الأماني لاعتياده الخمول هو رفضٌ من أمانيه له ولخموله وأنها لن تتحقق بهذه الصفة التي اعتادها.
حشدتَ قِواك في جشعٍ وجهلٍ
وتزعمُ في رضا الله احتشادُك
الله الله
أسلوب فيه مباشرة وهذا طبيعي في الخطاب وشديد التوبيخ
الجيم ، والهاء الساكنة والزاي الساكنة والحاء والكاف ولفظ الجلالة المشدّدة أعطت شدّة وقوّة للمعنى وأما تكرار الشين فأعطت معنى شناعة هذا الفعل أو هذه الصفات من الجشع والجهل وهي صفات مذمومة .
يقودُكَ بعضُ وهمٍ واتّكالٌ
وسهلاً كان في الجهل اقتيادُكْ
الله عليكوتفخر بالجدود وهم براءٌ
فليت بهمّةٍ كان اعتدادُكْ
فكم وكم ممن افتخر بحسبه ونسبه وأمجاد قومه بشكل دائم وهو لم يقم بما قاموا به
كما قال أحد الشعراء ..
"ألهى بني تغلُبٍ عن كلِّ مكرُمةٍ
قصيدة قالها عمرو بن كلثومِ"
كثرة الفخر بغير داع يجرُّ إلى الغرور أو القعود والتقاعس ، وكأنّه رضي بمستواه أو بما هو عليه .
ايه واللهوتحسبُ فيك رشداً كلَّ هذا
فأخيبْ بالذي يُدعى رشادُكْ
أعجبني استعمال أخيب مما تزيد الابيات قوة وتقريعا لعلّ من يتصف بذلك يشعر ويثوب إلى رشده
هذه زبدة القصيدة وأحلاها وعروسها ، وكالأبيات السابقة إلا تمهيدا لهذه الخاتمة الصاعقةجوادُ ك ماتَ من سقيا خمولٍ
فأنتَ كبوتَ يوم كبا جوادُكْ
ونقول معم
جوادك مات من سقيا خمول = فأنت كبوت يوم كبا جوادك
شعراء العراق لهم ميزة خاصة في قصائدهم فهي غالبا على الخطّ الساخن سواء في الغضب أو الروقان تأتي المشاعر فيها ثائرة يثيرها الجمال ويثيرها الحق ويكون منبعها الإخلاص ، إضافة إلى قوّة المفردات وجزالة الأسلوب .
حينما اقرأ على هذا الوزن وهذه القافية أتذكر قصيدة الدكتور سمير العمري بعنوان ( سقط القناع) ومافيها من قوة وتقريع في الخطاب إضافة إلى الحكمة .
بورك المداد
نسج قوي ومعاني قيمة ولعلك تقصد ما نحن فيه الآن من ركود وتخلف عن الركب والاعتماد على الآخر.. أبدعت معنى ومبنى .. خالص التقدير
هذه حكمة بالغة
لعمري لقد جئت بشعر حكيم من نسج لقمان
دمت محلقا
لَا أسكنُ الشِّعـر إنَّ الشِّعـر يَسكُننِي = إنْ أطلقِ الحَرفَ عَادَ الحَرفُ فِي بَدَني
شعر فاض حكمة وقوة
وحلا فيه الحس وعذب الجرس ..
يصحبك بموسيقاه الآسرة
ونسقه البديع ليزيح الركام من أمامك
لعله أن ينير بصيرتك
أستاذي الكريم :
دام سمو الحرف وألقه
ودمت بكل ود
تقبل خالص الود
نص ثري بكل المعاني يستحق التثبيت
كل الشعر لشاعرنا الجميل
وكل الشكر للواحة التي تمنحنا وتجود علينا بما لذّ وطاب من الشعر