رثاء
أن َّ الشعاع أخي إذ مال وانكسرا
وأوجع القلب والوجدان والفِكَرا
ما كان بيني وبينك في مسافته
قدر النبات إذا ما أُهدِيَ المطرا
قدر الحياة إذا ما ازَّينتْ فرحًا
وأجرتِ الحبَ في شرياننا نَهَرا
ما كان بيني وبينك في حلاوته
أمرٌ تَحَارُ به الألبابُ إنْ حضرا
كنّا نسير على دربٍ شعائره
الحب والود من أعماقنا ظهرا
قد كنتَ تسالُ عنا والدُنَا شُغُلٌ
وتقبلُ العُذر عن حِبٍ إذا اعتذرا
كنّا نسابقها الأيام في وجفٍ
ونمتطي ظهرها إن أظهرت شذرا
جئنا لأرضٍ وأحلامٌ تُحرِّكنا
ونرتدي صبرنا ثوبًا إذا ضجرا
وفي الفؤاد حنين كلما ظهرت
منه البقايا أقام القلب وانشطرا
كنّا نريد لقاءً ، نشتكي وجعاً
ونستعيد شريطًا راح واندثرا
حتى التقينا وشبر راح يفصلنا
لكنه البُعدُ ألقى الظلَ وانتصرا
وكنتُ أصرخُ في نفسي وأساله
كيف استعرت سكوتا؟! من به أمرا ؟
أوجعتُ قلبي بكاءً كي تحنَ له
وتستفيقَ فقلبي منك قد فُطِرا
وقفتُ خلفك كي ُتلْقِي السلام عليْ
وكي تُريحَ عيونًا أُرهقت سهرا
أدمنتَ صمتاً؟ قم بالله حادثني
قم يا صديقي الذي آنسته عُمُرا
باعدتَ بيني وبينك ، يا لغربتنا!
أألتقيكَ وسهمُ الموت قد عبرا ؟!
أألتقيك ولا انفاسَ اسمُعُها
ولا ضجيجَ يُمَنّي النفسَ إنْ حضرا
هذي عباءةُ موتك قد ذهبتَ بها
وقد سمعتَ أنين المُوجَعين سرى
تألمَ القلب اذ أوجاعه كَثْرَتْ
دوماً نشيّعُ مَنْ في القلب قد عمر ا
لو كان يُرْجِعُ دمعُ العين من رحلوا
لأسهب البحر دمعاً بالعيون جرى
يا " خالد " الذكر لن تكفي قصائدنا
ليعبر الشوقُ من عتماته قمرا
يا " ماهر " الوصف قد أتعبت أفئدة
حنت إليك وما ران العيون كرى
يارب فارحم عُبيداً جاء منكسراً
وارحم قلوبا تُقَطَّعُ كلما ذُكٍرا
الى اخي وصديقي المغفور له باْذن الله
خالد ماهر ياسين