...أخيرا تمت فرحته، ها هي بين يديه بعدما زُفت إليه في حفل بهيج قل نظيره في تلك البلدة.
مُغرم بها جدا، يُلبي طلباتها، يخاف عليها من هبة النسيم، يتحسر عليها من أشغال المنزل وسط أخواته و أمه.
تعوَد اللقاء بأصدقائه في المقهى ، يتجاذبون أحاديث مُتنوعة...الموضوع هذه المرة كان حول السحر و كيف أن النساء تلجأن اليه للسيطرة على الرجال و يجعلوهم كالخاتم في الأصبع تدرنهم كما يحلو لهن....
أجمع الكل أنه يجب الإحتراس منهن ...و أن كيدهن عظيم ...و أن...و أن.
أخذت الشكوك تحوم حول رأس أحمد و تساءل إن لم يكن هو الآخر مسحورا...إذ أعاد قراءة شريط معاملته اللطيفة جدا لفاطمة...
لعب الوسواس برأسه ، فقرر تغيير سلوكه معها ليُثبت لنفسه أن هذه الأمور لن تنطلي عليه، كيف و هو المثقف و الإطار في مؤسسته.
هذه المرة دخل البيت لا مبتسما و لا مُسلِما.استغربت فاطمة ، التمست له الأعذار ...ضغط العمل وثقل مسؤولياته...
قاوم الحب و تصنع الجفاء...
توالت الأيام ثقيلة عليه و عليها...فاطمة لم تتحمل، إلى أن حدث شجار، هددته بالمغادرة، فتح لها الباب قائلا برجولة ممزوجة بالتحسر: ـــ الباب يتسع لخروج جمل...في ستين داهية....ـــ
ـــ ما بك بنيتي، أحمد يحبك و يُعزك؟ ما الذي تغير؟
ـــ بدموع لا تجف قالت: هذا ما يؤرقني..أكاد أُجن ...لم أجد أي مُبرر لهذا السلوك الغريب عليه...لم يكن هكذا....
ـــ ردت أمها : إيه يا بنيتي الحاسدون كثر..لا بد أن هناك من فعلها ليُفرق بينكما...قد تكون إحدى أخواته...أو ...أو قريباته...أو حتى أمه لم لا...؟ ، لا بد من زيارة العرافة ....