كالطيْرِ أطوي أبطُحا وصحارى
...................................مرْحى لروحي تسبقُ الأطيارا
يجتازُ خطَّ الأفقِ رفُّ جناحها
................................تغشى النجومَ ولا تُطيقُ حصارا
فبأيِّ آلاءِ الجناحِ بُراقُها
.....................................يطوي الفضاءَ ليستعيرَ مدارا؟
وبأيِّ أجنحة الضحى شقَّ المَدى
.........................................ليعانقَ الأفلاكَ والأقمارا؟
ويعودَ في حلك الظلامِ مُعفَّراً
.....................................خلِقَ الثيابِ ليستطيبَ دثارا
مذْ كان يرحلُ في الخيالِ - وما لَهُ
...................................إلا الخيال- وما أضاعَ مَسارا
في يوم حلَّقَ في فَضاءِ مَنامِهِ
.............................في القدسِ صلّى وارتقى الأسوارا
وانثال يزرَعُ في الشوارع عشقَه
...................................ويبُثُّ من أجل الحَصادِ بذارا
ويقيمُ في الـ"مبكى" فروض صلاتهِ
................................ما انفكَّ يأبى في القنوتِ خيارا
ويعيدُ ما أفِك الغُزاةُ مُعزَّزاً
..............................ليصبَّ مجرى الماء حيثُ أشارا
والنهرُ يجري مشفِقاً وضفافُه
...........................................تعلو ليصبحَ ماؤها تيّارا
يجتازُ نحو البحر مرْجَ سهولِهِ
......................................وهضابِهِ متأبِّطاً إصرارا
ليعانقَ الأملاحَ شوقُ فُراتِهِ
..................................... كالبرتقالِ يُعانق الأحرارا
والنخلُ يشمخُ فورَ مُرورهِ
..................................فوقَ الذُّرى فالعذوقُ عذارى
والسَّعفُ تجدلُه الحروفِ قصائداً
....................................و"الفسلُ" يُولَدُ سيّداً مغوارا
كالطير تأوي للقصيدِ جوارحي
.....................................وخواطري تستقطبُ الأفكارا
لِبَناتِ سُهْدي أبُثُّ هواجسي
...................................وَأُوَشْوِشُ الأزهار والأشجارا
لا تسألوني كيفَ أسرُدُ قصّتي
...................................بوَجيبِ قلبي أقرضُ الأشعارا