أول العشق
نثرتْ عيونكِ في لساني سُكَّرا
وأتى إليكِ الوجدُ يحكي ما جرى
هي أول العشق الذي أبصرتُه
وهي الغرام إذا الغرام تحجَّرا
تحتلُ مِنِّي كلَّ شيءٍ نابضٍ
حتى بأوهامي تكونُ وبالكرى
ما عدتُ أذكرُ من أبي إلا اسمه
فلقد توارى من قديمٍ في الثرى
ورأيتُ أمي إذ تُقبِّلُ نعشه
وتعودُ تزرعُنا نباتاً مُزهرا
لبستْ ردائَكَ يا أبي فكأنما
نورٌ إذا الليلُ البهيمُ تبعثرا
طلَّتْ فحارَ البدرُ ، كيف يزورُنا
وضيائُها ملأ السماءَ ، تمخطرا
وحنانها كالنهرِ فاض محبةً
وهدية الرحمن أنَّى تُشترى ؟؟؟
وجداول الماء الغدير بكفها
جَعلتْ صحاري القلب زرعاً أخضرا
هي - يا أبي - أصلُ الحكاية روحُها
لَبِسَتْ عيونَكَ يا أبي كي تُبصِرا
شربتْ من الأيام مُرَّاً حنظلاً
من بعد موتِك يا حبيبُ تَحَسُّرا
والآن تسكن في رحابك جنتي
وأنا أُقَطِّعُ في الوتينِ تَصَبُّرا
مختار إسماعيل بكير