يا " أنا "
قطعتُ الصمتَ عنكَ فلا تكلْني
إلى صمتٍ يُضِيعُ الصوتَ منّي
أتيتكَ كي أُخبيءَ فيكَ نفسي
ومِنْ نفسي أتيتكَ كي تُعِنّي
بعثتُ إليكَ من وجدي كلاماً
وكم شدَّ الخُطَى، يخْبركَ عنِّي
بأني مَنْ يذوبُ العشقُ فيه
ومَنْ ورِثَ الأماني والتمني
حبيبٌ أنتَ فوقَ النَجمِ شمسٌ
وبدرٌ لا يغيبُ ولا يخُنّي
قريبٌ أنتَ ، في الأفكار تجري
وفي الأحلام هفهافٌ تغني
أُحبُّكَ؟؟؟ لا ، فلم تُخلقْ معانٍ
سوى إنْ صرتُ فيكَ فقد تَكُنّي
أُنادي باسمكَ الوهَّاجِ حتى
نسيتُ اسمي فلم يخطرْ بظني
أنادي يا "أنا " من فرط عشقي
وتخفق في الفؤاد المطمئن
تلوحُ سماكَ تُمْطِرُني حناناً
فيسقي الكلَّ مِنْ إنسٍ وجنِّ
وأُبْصِرُ من عيونكَ ما تشاءُ
وأحكي عنكَ ما لم تحكِ عنِّي
عَجُولٌ في هواكَ وما أراه
يُفيدُ الصبرَ إن حلَّ التأني
إذا ما غبتَ ثانيةً أنادي
إلهي عن جفى حِبِّي أعني
إذا ما غبتَ قال الناس فيكَ
ولو أقبلتَ قال الناس إني
أميرٌ في بلاطٍ أنتَ فيه
وصعلوكٌ إذا ما ضعتَ منِّي
أتاكَ الصوتُ مختنقاً كئيباً
ومنكَ أتى كعصفورٍ أغنِّ
سلمتَ من الحسود إذا رماكَ
ومن عينٍ رمتكَ بسوء ظنِ
مختار إسماعيل بكير