مِنْ بَصِيصِ النُّورِ حتَّى الليلِ قلبِي لمْ يَقـرْ
مِثْلَ أوْرَاقِ الشَّجَـرْ
والرِّيَاحُ الهُوجُ فِي كـرٍّ وفَــرّْ
عابثاتٌ بالغصونِ الصاعداتِ النازلاتِ على النَّهَـرْ
تخْطفُ الْقَطْرات مِنْ موْجٍ زَأَرْ
غاضبٍ كالليثِ يرمي بالخطَـرْ
فَتَخَالُ الموجَةَ الهوْجَاءَ قوْسًا
وَتَّرَتْهَا الرِّيحُ منْ دونِ وَتَـرْ!
شدَّتِ الرِّيحُ وألْقَتْ سَهْمَهَا دونَ أَثَـرْ
وَجُفَاءً لمْ يَنَلْ شَيْئًا وَقَدْ طَاشَ البَصَـرْ
وَبَدَتْ للموجِ في غفْوٍ من الريحِ سُطُـرْ
تِلْوَ بَعْضٍ في خُطوطٍ و خُيوطٍ تَنْدَحِـرْ
ثائراتٍ خاملاتٍ بُحْنَ عنْ بخر ظَهَـرْ
وغثاءٍ يرْعَوي حتَّى بدَتْ منها أُخَـرْ
فِي صِرَاعٍ كَليُوثٍ هاجمتْ سرْبَ حُمُـرْ
وَكَسَتْهَا الشَّمسُ ثوْبًا من دُرَرْ
تَتَلاَلاَ.. تَتَوَالَى.. تَتَعَالَى ..تَنْغَمِـرْ
رَجَعَ الغُصْنُ حَزِينًا بِفُؤادٍ منْفَطِـرْ
ودموعٍ تَتَهَاوَى عُدْنَ في حضنِ النَّهَـرْ
وثَوَى مِنْ فَوْقِهِ فِي العُشِّ عُصفورٌ نَقَـرْ
وَبدا للعشِّ بابٌ وهْوَ صَبٌّ يَنْتَظِـرْ
فَأَجَابَتْ نَقْرَهُ عُصفورةٌ تُبْدِي حَذَرْ...
فََدَنَا منْها فَوَلَّتْ وَنَأَى عَنْهَا فَعَادَتْ تَعْتَذِرْ!
غَابَتِ الشَّمسُ وراءَ الغيْمِ لكِنْ كانَ منْها ما ظَهَـرْ
ذَا شُعاعٌ بارقٌ عنْ أمِّهِ في الأفْقِ فَـرّْ
فَهْوَ رغْم الغَيْمِ والأَنْواءِ حُـرّْ
راحَ صوْبَ النَّهْرِ حتَّى ذابَ ذوْبًا وانْصَهَـرْ
يا لهُ من مشهدٍ دوما لقَلْبي قد خطـرْ!!
فأراهُ كلَّ يوْمٍ بين أبياتي صوَرْ..!