النص(4) من مجموعة بالحبر الأحمر (الجزء الخاص بحرب العراق)
بالحبر الأحمـر
(كانت الحشود تتجمع لغزو العراق وكنت بالغربة وكلمتني) 2003م
..
بالهـاتفِ ..راحت تسألني
في قَـلَـقٍ .. أين كِـتاباتي
وأضافت كم ..كم توحشني
دومـًا..وإليك تحيـاتي
لكن سكوتك حيـَّـرَني
ولقد أجْـهَدْت خيالاتي
والدنيا في وَجَـلٍ قاسٍ
تَـتَـوَجَّسُ مما هو آتِ
فحديث الحربِ يقيم الناس و يقعدهم
في الخلوات وفي الطرقاتِ
ويُـرَى إصْـرارٌ هَـمَجِىٌّ
يدفعه شرُّ الرغَـبَـاتِ
(2)
سأجيبك .. يا واحة عمري
وسأشرحُ بعض مُـعَـاناتي
أنا ما أنساك ولا أنا وَدَّعْت الشعــرَ
وما أهْرَقت دواتى
أشْعَـلْت بوصلك أيَّامى
وسكبت بحبّك ساعاتي
من قبلك كانت قافلتي
تائهـة في صمت حياتى
فعرفت بعَـيْـنَـيْـك طريقي
ورفعت بقلبك راياتي
(3)
حبك قد خضّر جَدْب العمرِ
وأثرى الحسّ وفجّر كل الملكاتِ
كم قد ألهم لفظة حبٍ
راحت ترقص فى الصفحاتِ
ولكم صاغ قصيدة شعـرٍ
فاضت بأرقِّ الكلماتِ
حبك أدخل في عينيَّ الكونَ
وأسكن كلّ المخلوقاتِ
سأظل أحبّك رغْم الصمتِ
ورغم الحزنِ و رغم جميع جِـرَاحـاتى
لكن حين أقول الآن أحبك
تَـخْنُـقُنى عَـبَــرَاتى
(4)
تلك المأساة فقد بدأت
بنزاع بين الأخوات
قالوا استعلى وطغى وبغى
منتهكا كل الحرمات
واقتحم البلدة شردها
فاسْــتَـنْـفر كل النَّـقَـماتِ
منح الأعداء مُـبَـرِّرهـــــــا
لتَـشُـنّ عليه الغـــــــاراتِ
وتُـنَـفّذ فينا ما شاءت
من أطماعٍ مختفياتِ
وتُـنَـفّث عمّا تَكْتُمه من أحقاد مُـحْتَـقِنَـــاتِ
نصبوا الأشراك ليغتصبوا
بغيتهم بين الأزمات
إذ بعد حصار قد ضُربوه عليه ســنِـينـًـا
أوهن كلّ القدراتِ
واسْـتَـنْـفَذ كل الطاقــــاتِ
زحفوا بالغدر لشنِّ الحربِ
فيا ويْحَ الخبر الآتي
(5)
بَـغْـدادٌ ترقد نازفـةً
وجيوش الغدرِ قد إنطلقت
بجحافلها مُـحْـتَـشِــداتِ
وحشود القتلى تتوالى بفلسطينٍ
وتُباح جميع الحرماتِ
وضمير العـالم مفقـودٌ
محسوب بين الأمواتِ
نسبوا الإرهاب لمسلوبٍ
والمجد لسالبه العاتي
من شجعهم من جرّأهم
من قد أمنـّهم سَوَراتى
من دعم الباغي شاركه
في الإثْم وحِمْل الـتَـبَـعاتِ
فالبَـغْي سَــيرتَدُّ عليه
ضِـعْـفًـا بمزيد الحسَـراتِ
وكذلك من يبغي دوما
لكنّ الأمر بميقـــــــــاتِ
عبر التــــــاريخ تُـنَـبِّـهنــــــا
ونَزَلّ لنفس السقَطَاتِ
إنّا نتحمّل أقساطا
من عائد تلك الغَمَراتِ
(6)
تغلى الأحداث ونَكْـبَـتُـنـا
أكبر من كل النكباتِ
والعجـز العربى مُـهينٌ
يغرى بمزيد النكَسَـاتِ
ومصائرنـا في أيديهم
كضعاف الطير الوَجِلاتِ
يتكلم عنّا كل الناس
ونَقْبَع خلفَ مخاوفنا
في صمتٍ خلف الشرفاتِ
فلذاك أطلت الصمتَ
فمن يقبل أقوالى .. من يقرأ أشعـارى
أو من يسمع صَـيْحاتى
زعموا بالحربِ يعود الحبُ
وما فى الحربِ سوى ويلات..الويلاتِ
تشتعل النارُ وقد تمضى
تأكل غايـات .. الغايـاتِ
قد تسكن في عنف يَـغْـلى
بالحقد و أقسى النزعاتِ
وتحيط النـارُ بمن يشعلها ..ويموِّلها
وبمن يطلق أولى الطلقـاتِ
(7)
بالحبر الأحمـر ياسيدتى بدمائى
إن وجبت أكتب تلك الكلماتِ
كنا قومًـا لو جاء الموتُ
نقابله.. بالقبلاتِ
ماذا حلّ وماذا صارَ وكيف
سقطنـا كيف صمتنا كالأمواتِ
(8)
عفوا إن ودّعت الرقَّـةَ وانطلقتْ
كالأنصالِ حروف عباراتى
أو إن خرجت بعضٌ منها مُـشْــتَـعـلاتِ
عفـوا إن دوّت وانفجرتْ كالطلقاتِ
هم جَلَبُو العنف وغَذُّوه
وابتدعوا كل الأزمـاتِ
قد قتلوا الـحُبَّ وقد بـذروا
حقدًا دموىَّ النزعاتِ
(9)
لا لوم عليهـم إن طعنونـا
إذ أنّا أثْخَنَّـا أنفسنا بالطعناتِ
لا لوم عليهـم حين فتحنا
لجحافلهم تلك الثّغَـرَاتِ
لا لوم عليهم إن قهرونـا
حين وهنّا. .وركنّا للشهواتِ
لا لوم عليهم .. إن لعنونـا
إذ أنّـا نـتـقــاذف كل اللعنـاتِ
لا لوم عليهم .. إن ذبحونـا
فلكم أهْـدرنـا قبلُ
دماء الإخوة والأخواتِ
لا لوم عليهم إن ظلمونا
إذ أن الظلم غدا فينـا أقوى العاداتِ
لا لوم عليهم حين أضعنا الدربَ
ورحنا نَـتْـبـَعهم في الظلماتِ
نستجدي رحـمتهم إذ لم نرحم أنفسنا
مذ صرنا في خُلْفٍ وشـتـاتِ
نرفع أصواتا لا تُـسْـمعُ
من يسمع أصواتا مختلطاتِ
بل نتناطح مثل كباشٍ
بين ذئاب الغابِ المفترسات
(10)
لا أعفى نفسى .. يا سيدتي
أنا أيضا مسؤول عن ذاك الخطر الآتى
كل منّا بعضٌ من تلك العَـثَرَاتِ
أوّل أخطائي..أنى كنت أفكر
كيف أحبك وفق نموذج إحدى القنواتِ
أفدح خطأٍ.. حين ظننت بأن
وحوشَ الغاب حـماة الحريّاتِ
أقسى خطأٍ ..أنى حين فتنتُ
بأضواءحضارتـهم ما أحسست بذاتى
إذ حين خدعت بزيفِ براءتـهم
قد جرّدت رماتي
سيفي في غِمْدِ مُـصَـنِّـعِــه
وقَـنَــاتي ليست بَـقَـنَـــاتي
وقناعاتي مُـحْبَـطَـةٌ تحت قراراتي
من يملك قوتي وسلاحي
إمتلك مصيري وحياتي
حين أمنت لهم وغفلت
قد انْـتَــهــزوا غَـفَــلاتي
حين ضعفت .. قد امـتهنوني
وانْـتَــهكوا حرماتى
أخطأت فلم أدرك
أن القوة قد صارت لغة العصرِ
وصوت القوة فوق جميع الأصواتِ
(11)
لكنّ الأملَ .. كبير جدا سيدتي
ولقد ننهض بعـد عميق سباتِ
لا لم يفت الوقتُ وإن النصر لآتِ
• إنّـا حين نعدّ نقائصنا
نبدأ أولى الخطواتِ
• لو نسْــموا فوق غَــرَائزنـا
ونُـقِــرّ بكلّ الغلطاتِ
• لا نكتم رأيـا أو صوتا
تحت رَوَاقِ الحرّياتِ
• حين نـهب ويدفعنا
شيء أكبر منّا.. قبل صلاة الفجر
لـنُـتْــمِم أولى الصلواتِ
بل تلك أجلّ الآياتِ
• لا نصر سوى من عند الله
فلا معنى في أن نَـحْنيَ أرْؤسَــنَــــا
خوفا من بطش جُـنَــــاةِ
• لا عِـــزّ ولا أمن سَيُجْنى
بخنوعٍ في حلف طغـاةِ
• وقضاء الله بلا شكٍ
بمصائرنـا ..حقٌ آتِ
• حين يكون الموت على
ما يرضى الله لنا .. خير الغاياتِ
• حين نعين الحق
ونمضي في ثـقـة وثبــاتِ
(12)
ســــتُـزلزل أركان الباغي
ويَـبُـوء بـخِــزْيِ وشَـــتـاتِ
وســيلحقه إثم باقٍ
يمتـدّ بـمَـــرِّ السنواتِ
وسيمضي حلفاء الباغي
بالقهر ومُـــرّ الحسراتِ
من غمط الحقّ سيلفظه
بغياهب نير التّـبـِعات
سيكون الشــؤْم وكل العـارِ
نـهـاية تلك الـنَزَعـاتِ
ولنا في أمُــمٍ وعتـــاةٍ
ســـبَـقَـت كم عبـر وعظاتِ
(13)
• حين نعود إلى منهجنا
ونَسدّ جميع الـثغـراتِ
• سَــيكون الله لنا سَــنـدا
وسندرك كل الغاياتِ
(14(
تلك الرايـةُ .. لو نرفعهـا
نجتـاز جـميع العقبـاتِ
تلك القصة .. يا سيدتي لو نقرأها
نخرج من تلك النكبـاتِ
وإذا لم نفهم فنّ اللعبـةِ
سوف يقـال ويحكى
كان هناك هنود حمـرٌ
في وقت مَــرّ من الأوقـاتِ
عرْب بـُهمٌ قد سقطوا من ذاكرة الدهرِ
وصـاروا تحت العجلاتِ
من يذكر أشباحًا
كانوا.. كالأمـواتِ
• حين أحبك ..يا سيدتي
في روعةِ .. ما ميزني الله
فإنك أكبر طاقاتي