من قصيدة "قل للمليحة".
"قل للمليحة في الخمار الأسود"
يئس المسافر من بلوغ الموعد
قد كان يحلم أن يلاقي أرضه
فيضمها من غير أيِّ تردد
ويعيد أيام الطفولة فوقها
يجري بلا قيدٍ بغير تعمد
يئس المحارب أن يحرر أرضه
أو أن يقاوم في الهواء المفسد
ولأن أقصانا تأنُّ وتشتكي
فلقد نسيت الآن وجهة مقصدي
فلقد تركنا للغزاة دروعنا
وسيوفنا ماتت بغير تشهد
صُلِبَتْ على أعتابنا كلُّ المنى
ورقابنا تحت الحذاء المعتدي
يسري التفرق في العراق وخاننا
شيخٌ أتانا في ثياب موحد
أشياعهم سجنوا صهيل خيولهم
باعوا العراق فلم يقم من مرقد
تركوا على الشام الحبيب كلابَهم
وعويل أطفالٍ بقلبٍ مُجهد
وعلى ربا صنعاء شرٌّ يرتدي
نظارةً ما أبصرت كي نهتدي
فقرٌ وجوعٌ فوق صوت قنابلٍ
وجيوش سلٍّ عُلِّقت بتفرد
لبنانُ أيتها الجميلة فاغفري
ما كان من عجزٍ يُرى وتشرد
بيروت يا نبت الجمال وأرضه
قومي بلا عُربٍ هناك لتسعدي
وعلى الخليج بيارقٌ وجحافلٌ
تحتل من خير البلاد الموقد
وعلى ضفاف النيل ترقد همِّةٌ
لبست من الهم الثقيل الأسود
وبها الزهور الذاويات حزينةٌ
والطير ليس بطائرٍ ومُغرِّد
وعلى ثرى السودان تنبت فتنةٌ
"فَرِّقْ تَسُدْ " تأتي بصوتٍ ملحد
نختال في النعرات حتى أننا
نصْبُو إليها في ثياب تودد
تعلو على أقمارنا نجماتهم
ونروح ننعتُ عبدهم بالسيد !!!
راياتهم عجباً تحلق فوقنا
والسيف أدمن نومه في المغمد
شعر / مختار إسماعيل بكير