تحرش
ركبت معنـا شابةٌ جميلةٌ فـي الباص ، جلــس بجانبهِـــا مراهقٌ كــان يتبعها حالَ خروجِها من مستشفى الولادة راحَ يتحرشُ بها وهي صامتةٌ
كأنها تمثـــالٌ على مرأى من الركاب ، اخذ يحرك كـــوع يده اليمنـى متحسسا خاصرَتها اليسـرى ... لا ردة فعـــل ... تمـــادى في إدخــالِ
كــف يده مــن كـــم عباءَتهـــا متحسســـا هضابَ جسدِهـــا ، تنفجرُ
الدمــوعُ غزيرةً مــــن عينيها السوداويين تُغْرِقُ وجهَها الشاحب عندمـا
أوغل في اللمس ، تثورُ فـــي وجهــهِ صارخةً ودموعُهـــا تغطي وجهها المفجوع بعـــد أن أزاحــت عباءَتها التــي تسترهَــا ليظهـر راقدا فـــي حضنِهـــا طفلَهــا الملفوفُ بقطعةٍ قماش بيضاء وهــي تصرخُ بحرقةٍ :-
- اتـقِ الله . انـه رأسُ رضيعــيَ الميـــت.