بسم الله الرحمن الرحيم
**
تهافت الْعُرْبُ والأعراب قي ضعةٍ
******
تهافت الْعُرْبُ والأعراب قي ضعةٍ ** كُلٌّ يمدُّ إلى الأغراب ترياقا
...
حَجُّوا إليهم وطافوا حول كعبتهم ** بثوا إليهم من التحنان أشواقا
...
يا بؤس سر فكم دار لهم حضنت ** جاءوا كقطرٍ فغصَّ الجمع أسواقا
..
مدوا لهم بُسُطاً بالحب متخمةً ** ساقوا إليهم عبير الزهر رقراقا
..
حنوا إليهم كطفل لم يَجِد سندا ** يرجو حنانا يروم الحب إشفاقا
..
يحبو كزهرٍ شذى الريحان تحفته ** والكل يهفو إلى الريحان سباقا
..
كل يريد من الريحان جنته ** يا ويلتاه أبات الكل عشاقا
..
لا تعذلوهم سبوا داري بجنتها ** واستمرأوا الحسن فيها دبَّ إشراقا
..
فاستعمروها بجنح الليل طاوية ** واستعملوها وما خَلُّوا بها طاقا
..
عجائب الدهر لا تنفك دهشتها ** من كان يحلم في حَالَيْه إطلاقا
..
من بالتحضر جاءوا صوب جنتنا ** باسم الحضارة جاسوا الدار إطباقا
..
لم يكفهم كل ما من أرضنا سلبوا ** لم يرضهم نبض حر سال دفاقا
..
فاستعملوا في سواد الليل شرذمة ** هم نَصَّبُوها .. وبثوا الذعر أحداقا
..
من للجدار أيصغي همسنا حذرا ** نحيا إحتراقا .. أنحيا القهر إحراقا
..
هذي السجون ترامت دونما سبب ** هل يسجن الشعب فيها بئس ما لاقى
..
لا تعذلوا عربا بالجبن قد وسمت ** ترضى العمالة تصلي الأرض إغراقا
..
لا تعذلوهم هم الأعراب في وطنٍ ** يا أدعياء بل الأغراب أخلاقا
..
إستمرأوا الذل في أوطاننا دخلا ** واستجلبوا الخزي بل أدموه إرهاقا
..
هم العدو عليهم لعنة أبدا ** ربي أذقهم وزدهم منك إملاقا
..
جهاد إبراهيم درويش