خصيلة هاشميا خسر قلبي في هواه تضبَّبُ
فالحبُّ حُلْمٌ والبوارقُ خلَّبُ
قد ساهمتْ سفنُ الهوى ألقت بِهِ
في بطن حوت عذابهِ يتعذَّبُ
ضجَّتْ مرافؤه بجمع قواربٍ
كَسرتْ مجاديف الهوى تتذبذبُ
ومن البلادةِ أن ترى الأحبابَ كال
أحلامِ تهبطُ في سمائكَ ترعبُ
إنَّ النفوسَ إذا صَفتْ (أحلامُها
أعلامُها) فيما رأتْ لا تكذبُ
وسفينُ بحرك يا فؤادي عُطِّلتْ
تحت المحيطات العظيمة تُقلبُ
أو تختفي في الموج عند عواصفٍ
كالطَّودِ ترسلُ غولَها وتخرَّبُ
يا لائمي عُذرًا فلومُك باطلٌ
لمَّا رأيتَ صبابتي لا تعزبُ
هذا ضنى قلبي فكلُّ جوارحي
أفواهُ أشواقٍ وحبٍّ يوصبُ
تَعِبٌ فؤادي من حمولة كاهلي
والحبُّ حاملُهُ مُشتَّتُ مُتعَبُ
الحبُّ نهجُ أوائلٍ جمعوا الوفا
بالعُذرِ عند لقائهم وتأدَّبوا
حتى جفا المجنونُ ليلى ساليًا
بغزالة الصحراء يلهو يلعبُ
ويجوبُ عنترةُ المفازةَ حلمُهُ
نوقٌ عصافير كرامٌ خرعبُ
واليوم عصري حبُّهُ في مالِهِ
يهواهُ جمًّا والهوى يتسربُ
يا قلبيَ المحزونُ دونك مشجبُ
في ساحة الأحلام سيفك يقضبُ
كم من كمالٍ للعروبة غائبٌ
تلقاهُ بالشكوى وحظّكَ تندبُ
تُبدي لكَ الأيامُ أنك عاجزٌ
عن جود أدنى حاتميٍّ يوهبُ
ترثي خصيلةَ هاشمٍ وثريدهُ
غُلَّتْ يدا عَربٍ يخلِّفهم أبُ
باتوا بلا كرمٍ يزيِّنُ حالهم
فتبخَّلوا طوع الهوى واستعربوا
والبخلُ عيبٌ في العروبةِ ناشزٌ
فإذا استتبَّ على يديكَ يُتبّبُ
ربَّاهُ جودًا منكَ حول خيامنا
أبعِدْ بخيلًا فالكريمُ مقرَّبُ
زدنا صفاتِ الأولين وجودَهم
علّ المحبة تشتهينا تعرِبُ