أضغاثُ احلامٍ داهمتهُ على حين غرّةٍ
وما زال يعاودهُ لها الحنين
مرّت بهِ كالحلمِ ...خضراءُ ,طريّةٌ ,نديّةٌ ,تتثنى من خفة روحها كعودِ ريحانٍ غضٍّ لامستهُ نسمةٌ تلاعبتْ به قصداً كي يفوحَ منهُ العبير
فوّاحةٌ بعبقِ أريجِ زهرةٍ نبتتْ على ضفافِ الرّوح
لمحها ... فمرّ بها ...وحيدةً توشحتْ بأسىً سكن قلبها من أمدٍ بعيد
استوقفها وبثها الوجد فأماطتْ لهُ عن لثامها فبانتْ لهُ عن غير جنس البشر كملاكٍ كريم
كطيورِ حبٍّ اجتمعا ... تناجيا ...فتطايرت عبارتُ الودِّ بينهما بحذرٍ شديد
ونَصّتْ قوامها فتراءتْ لهُ عبلةٌ كشجرةِ حورٍ ...تتمايلُ بدلالٍ ... ناعمةٍ... بضّةٍ ...رقيقةٍ ...كبيضةِ خدرٍ لا يليقُ بأديمها سوى الحرير
وانساب الودّ بينهما لا يخفى عن كلّ ذي لبٍّ لبيب
مهرةٌ عربيةٌ أصيلةٌ موشّاةٌ بوقارِ الجمال ومنقاةٌ عن كلّ ما يشين
غمزتْ له عن جمالِ ابتسامتهِ وهمس لها عن جمالِ الجسدِ والرّوح
ودّعها على أملِ اللقاءِ وقالت له :لا تدري لعلّ ذلك يكون قريباً وما ذلك على الله بعسير
وعندما أفاق من غفوته لم يدر أكان ذلك حقيقةً أم أضغاث أحلام ... وذلك رجع بعيد
مضت الأيام والساعات والدقائق والثواني وهو ينتظر أن يعاوده الحلم من جديد
يحزنهُ من أن تبهتَ ذكرى حلمه الوحيد ... ولا يبقى منهُ إلا خيوطاً رقيقةً كخيوطِ العنكبوت
بعض الأحلام حياةٌ متجددةٌ ...وبعض الأضغاث إن لم تتحقق غصّةً تسكن بمجرى الوريد
***هي أضغاث أحلام أكتبها لا أعني بها أحد ولا تخصني لا من قريب أو بعيد