يا صحبة الدار
يا صحبة البيت إن الدهر قد دارا
رمى بسهمٍ ثنايا القلب واختارا
أنَّتْ على بعدنا في الدار أسقفه
فأحزنت كل ركنٍ قاسَمَ الدارا
وراح يذرف بابُ البيت أدمُعَه
بمقبضٍ أشعلوا في جِيده النارا
وأعلنت حزنها في الدار نافذة
كانت تخبِّر قلبَ الشمس أسرارا
واختارت الأرض وجه السقف تسكنه
يا ويحها أطفأت في السقف أنوارا
ولاح عطرُ حبيبٍ كنتُ أسكُنُه
يُقَطِّعُ القلبَ مكلوماً ومنهارا
ورحتُ نحو جدار البيت أسأله
أين الحبيب الذي ما خلته جارا ؟؟؟
أين ابتسامة وجهٍ كان يملأنا
نوراً يَلُوُحُ لنا شمساً وأقمارا
ولؤلؤاتُ فمٍ إن ما بدت خطفت
نبض القلوب ، فكان اللحظ إعصارا
وليلها قد بدا غربيب جمَّلها
يهدي خيوطاً له تنساب أوتارا
عينان فيهما ليلٌ وشمس ضحىً
سبحان من جمَّل الضدين إثارا
إذا أطلت بثغرٍ زان ضحكتها
ألقت على مهجتي للعشق أسوارا
وسيف نظرتها إن أطرقت خجلاً
يعلو عجيباً بعيد الشأو بتارا
سقطتُ في بحرها اللجي معتقداً
أني مسكت بها والوجد قد ثارا
لكنها قبضةٌ للماء راودها
بعض الخيال لنا في الحب قد زارا
راحت عن الدار مَنْ كانت تجمله
تضمد الجرح من نزفٍ وإن غارا
يزداد صوت نحيبٍ من جوانبها
يُقَطِّعُ الحزن أوصالاً وأسبارا
ويستبدُ خرير الدمع أعينها
ويلتقي الدمع بعد الدمع أخوارا
أبكي عليكِ بكاء العاشق الوله
ويترك الدمع في الخدين آثارا
أبكي عليكِ وكل العاشقين معي
ويُبحِرُ الهم في عينيَّ إبحارا
أبكي عليكِ ونار الدمع تحرقني
صارت دموعك بعد السجن أحرارا
وتهتك السِتر آهاتٌ بها وجعٌ
كأنهنَّ ملأن العمر أوزارا
يا أيها الصبر إنَّ الشوق يقتلني
لا تعطني إن بكيت اليوم صبارا
كل الأحبة حرّاسٌ لسيدتي
سيغفر الحب آثارا وآصارا
حتى اللقاء بكل الحالمين بهم
سأزرع الحب أشجاراً وأزهارا
مختار إسماعيل بكير