وجدتُ نفسي أخيراً... ولكن وجدتني بلا روح
مادام لي خالق باللطف يحرسني» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: عبدالحكم مندور »»»»» جفاف» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: الفرحان بوعزة »»»»» المرجعيّة الإنسانيّة في رواية "أنا مريم"، محمد فتحي المقداد» بقلم محمد فتحي المقداد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» فوائد من شرح النووي على صحيح مسلم» بقلم بهجت عبدالغني » آخر مشاركة: بهجت عبدالغني »»»»» جراح الأرض» بقلم محمد ذيب سليمان » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» تُطاردنـي اللعنة...» بقلم عبدالله يوسف » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» استنكار» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» اختراع السلالات» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بياض» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» شذرات عطرة.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»»
وجدتُ نفسي أخيراً... ولكن وجدتني بلا روح
الحقّ بيّن والباطل بيّن
والحقّ أحق أن يتبع
فمن تبع شيطانه فلا يلومنّ إلا نفسه
منذ قديم الزّمان قال الحكماء : التّذاكي على الأذكياءِ منقصةٌ وغباء
والتّواري خلف ورقة التّوت لا تخفي عورة العوار
عندما تُسدِلُ ستارةٌ مشرعةً لطيفٍ كان أثيراً في لحظةٍ ما
لتعيد فتحها حصراً لفصيلةٍ دنيئةٍ من فصائلِ الغربان
فتأكّد أن النّورَ لن يدخلها مهما طالت الأزمان
عندما يُغتالُ حبٌّ بالكذبِ والخديعةِ والزورِ والبهتان
يتحول الحبّ في قلبِ النّخبةِ من البشرِ إلى إعصارٍ و بركان
وبقدر عظمة الحبّ المسفوح دمه يكون قوّة الانفجار
وبعض الانفجارات تأكل الأخضر واليابس ولا تبقي ولا تذر على الخونةِ من ديّار
سقطتْ نجمةٌ كانت لامعةً في السماءِ
وتلقفها مستنقعٌ أسنٌ من أصلِ الجحيم
واعتادت في استكانتها وذلها وهوانها أن تكون راضيةً بالدناءةِ ومجبرةً على مواصلةِ المسير
فقد ولى عهد إمارتها وتوسطها السماء بين النجوم
وأغمض القمر جفنيه كلّما لاحت له من بعيد
أطلال ناجي قد أطلت من جديد
يا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى ** كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ ** وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً ** وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
وَبِسَاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ ** هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
يَا رِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا ** نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا ** وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ ** لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ ** كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا
يَا غَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي ** قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ ** وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ ** وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي ** أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني ** بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ ** مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني ** بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ
أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي ** وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا ** نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا ** وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ
صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا ** أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا
اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً وَأَنَا أَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا
وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً ** وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى
كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى ** المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ ** حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ ** فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً ** ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى ** سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ ** لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ
أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا ** كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى
فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبي سَاعَةً ** قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى أَبَى
حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَا ** غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَا
أَنْتِ مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعي ** أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَا
وَلَكَمْ صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا ** فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَا
يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ ** أَنَّني اُبْصِرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَا
وَلِيَ الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا ** ** وَلِيَ الوَيْلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَا
قَدْ حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى ** تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي لَمْ أَبِعْهَا
لاَ رَعَى اللّه مَسَاءً قَاسِياً ** قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْلامي سُدى
وَأَرَاني قَلْبَ مَنْ أَعْبُدُهُ ** سَاخِراً مِنْ مَدْمَعي سُخْرَ العِدَا
لَيْتَ شِعْري أَيُّ أَحْدَاثٍ جَرَتْ ** أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا
صَدِئَتْ رُوحُكَ في غَيْهَبِهَا ** وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّدا
عِنْدَ أَقْدَامِكَ دُنْيَا تَنْتَهي ** وَعَلَى بَابِكَ آمَالٌ تَمُوتْ
كُنْتَ تَدْعونيَ طِفْلاُ كُلَّمَا ** ثَارَ حُبّي وَتَنَدَّتْ مُقَلِي
وَلَكَ الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى ** فيَّ طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ
وَرَأَى الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا ** فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَلِ
رَمَتِ الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ ** وَأَصَابَتْ كِبْرِيَاءَ الَّرجُلِ
يَتَمَنّى لي وَفَائي عَوْدَةً ** وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَأبَى أَنْ نَعُودَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو ** تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو
وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ ** جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى ** وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو
أَيُّهَا الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا ** هِيَ حُبِّي وَتَعِلَّاتِي وَيَأْسِي
هِيَ في الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ ** أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي
وَعَلَى مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني ** وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ رَأْسِي
نَاضِبَ الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر ** دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ
يَا حَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ ** مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا ** ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ ** وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاء
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ ** لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء
يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ ** رُدَّ مَقْهُوراً وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ
وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى ** عَادَ لي وَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ
هَدَأَ اللَّيْلُ وَلاَ قَلْبَ لَهُ ** أَيُّهَا السَّاهِرُ يَدْري حَيْرَتَكْ
اَيُّهَا الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ ** غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ دَمْعَتَكْ
أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ** عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا
إبراهيم ناجي
أتمنى أن يكون ختامها مسك ورحمة
وفي هذا كفاية
لن أعود لهذه الصفحة مجددا
بعض الحروف تطلب بعضها