قد يلقي البعض منّا كلّ ذنوبه على وساوس الشيطان (الرجيم)، فهل كل ذنوبنا تأتي فقط بسبب وسوسته؟؟ إذا كان الأمر هكذا؛ فمن ذا الذي وسوس للشيطان؟؟
وهل هناك أمر آخر يوسوس لنا غير إبليس (لعنه الله)؟.
قال تعالى: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ“ (سورة قاف).
“توسوس به نفسه” توسوس وهي من الوسوسة وهو الصوت الخفي والحديث الذي يدور بين الإنسان مع نفسه.
“نفسه” النفس هي ما يميّز كلّ شخص عن غيره، وهي بين الجسد والرّوح، فالنفس كلّما أطاعت حاجات “الجسد” أصبحت نفس دنيّة دنيويّة (أمّارة بالسّوء) وهي أدنى مراتب النفس. وكلّما أطاعت حاجات “الرّوح” أصبحت ملكوتية (النفس المطمئنة) وهي أعلى مراتب النفس.
إنّ “النفس” هي التي وسوست لإبليس (لعنه الله). نفسه التي أصغى لها وأطاعها، فأنزلته الى أسفل السافلين، وكانت السبب لطرده من رحمة الله
وكسر جناحه وإخراجه من الجنة بعد أن كان مَلكاً مقرباً ذو مكانة مرموقة عند الله عز وجل!.
إذن الإنسان في كلّ أحواله وإن كان متّقياً صالحاً ومن الطّبقة الرّفيعة عند إله الكون فينبغي أن لا يغفل طرفة عين، بل ويجعل الخوف من الله تعالى دائماً في قلبه،
ويحتاط جداً ويكون ورعاً تجاه الذنوب وحتى الصغيرة منها! لأنها وإن كانت صغيرة قد تكون آثارها الجانبية مهلكة.
قال تعالى: “ونَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾
[ سورة الشمس الآيات :1-10]