إعجاب على عتبة العشق
قل للمذيعة أطلقت أسرابا
نبرات صوتك تسرق الألبابا
يا ربة الصوت الرخيم ترفقي
لا تقتلي الشعراء والكتابا
أعلنت عاصفة التهاني، بينما
لم تحسبي للمرهفين حسابا
أطلقت أسرابا حملن قنابلا
في يوم عيد خلتها ألعابا
إحداثياتك لم تكن بمعاقل
للبغض يوما، بل قصفت رحابا
يا أنت ما استهدفت إلا مهجة
ترعى السلام، وتبغض الإرهابا
ماذا فعلت بشاعر، دون الرؤى
نغما أصاب فغادر المحرابا !
رفقا بقلب لم يذق طعم الهوى
إلا تجرع غصة وعذابا
أنا عندما أغلقت باب العشق لم
أفعل فداك لتفتحي أبوابا
لو أن بي صمم لما ذقت الصدى
من فيك شهدا، أو سكرت شرابا
يا ليتني لم أصغ، أو يا ليتني
كنت الذي أصغى فصار ترابا
أذني البريئة أسلمتك جوارحي،
رغم البراءة.. تستحق عقابا
قلبي وألقت في يديك، ومهجتي
عقلي، حواسي الخمس، والأعصابا
ماذا تبقي!، كل ما أبقيت لي
جسدا يبابا عثت فيه خرابا
والروح عصفور يعشش أينما
وجد الطبيعة منظرا خلابا
لا شيء يستدعي بقائي هاهنا،
هلا أذنت إذا فعلت صوابا؟
سأفر منك إليك أن أبقى فلا
ذنبا سلمت ولا حصدت ثوابا
وأراك تحتاجين سقاء، كما
إني أراني أعصر الأعنابا
ورأيتني في مقلتيك محلقا
بين الكواكب نيزكا وشهابا
وعلى جبين الشمس أرسم وردة
بيد، وبالأخرى أميط نقابا
ورأيتني في وجنتيك معانقا
ورد الربيع، وألثم العنابا
والأرض تنبت بالوئام خمائلا
تزهو، وتلبسنا الجمال ثيابا
مستأنسين على الأرائك، حولنا
الولدان شهدا تملأ الأكوابا
والكون في مرح يصفق، والشذى
عن كل مرج ينثر الأطيابا
والطيف يرسم لوحة قزحية
تسبي القلوب، وتسحر الألبابا
وكأننا في جنة من تحتنا
تجري السعادة جدولا منسابا
أنا يا مذيعة معجب أغرقت من
خلفي المراكب، لا أريد إيابا
يممت شطرك فاصطدمت بحائط
الصمت الذي دفع الكلام ضبابا
أنا مغرم بك، لا مجرد شاعر
يخفى الغرام ويظهر الاعجابا
أبو بلال محمد الحميري
4 /8 / 2020 م