جوهرة في وحل
قصة قصيرة
صديق الحلو.
السودان
عوض عكام كأبو الدرداق ينوء بحمل مثقل. يحلم بالقمراء... يحاول أن يخرجني من هذا البلاء المنهك. أشواك تنهش قلبي... سكاكين وخناجر.. حاولت الخروج من هذا الضيق الذي يشقيني. اذداد خوفي وتمدد بعد أن هاتفني عوض عكام قال لي في صباح يوم جمعة حزين ساتناول الافطار معك. جهز الفول المصلح. دار راسي وملأتني الهواجس تبعثرت جوانحي فوق أرصفة الخرطوم وازقتها. لايمكن أن يأتي عوض عكام هكذا فجأة. بشروره الكثيرة ملامحة القزمة. مزاجة المتعكر. عينييه الصغيرين كعيني صقر. سيكون معي ليس بيننا كثير ود. عوض عكام بألغازه الغامضة وتيهه لسنوات مع زينب منصور وبناتها الفارهات. اناقته وكبرياؤه التعبة. لقد اقنعوه الأوغاد في أن يتسرب إلى. يحكي إلى سقطاتهم. ولكي أنقذ نفسي من براثن قبضتهم على أن أطلقها على حسب قوله واستريح. عوض عكام والده كان يعمل مع والدي كما والد سلوى تماما في مزارعة العديدة وجراراته وتلك الأبقار. ماذا سيقول عوض عكام هذا الكائن البائس الذي دخل عش الدبابير طائعا. وانا كقنفذ جائع غلبني التخمين. لابد أن المهمة قذرة والا ما اختاروا لها عوض عكام. اتجدي دموعي التي سالت حتى العنق. يأبى حزني أن يغسل بمآء العينين. كنت أوافق عوض عكام بايمائة من راسي كتلميذ صغير لم يفك الحرف بعد. هذا الكائن الغريب كفأر المسيد. كالاعمي وافقت على كل مايريد. هذا الجرذ هل يقودني للنجاة َوكأني احس بأني أغرق في ماء أسن وجدت أشباح تعقبها أشباح... و دخان كثيف وظلال
. عوض عكام ومن خلفه المتربصين. المندسين الخونة. ماذا يريدون مني وقد صرت كباب مخلوع ومركون في زاوية معتمة. تمزقت تلافيف قلبي ونياطه لهذه المؤامرة الدنسة. حيكت تفاصيلها بليل في اقبية الكهان والسحرة.وعوض عكام الماهر يدفع بي إلى التهلكة. قدم لي شراب التفاح البارد. تعلو وجهه ابتسامة بريئة. عبيد اخ سلوي منتفخ. كعبوب ينفخ الكير المشتعلة ناره من روث البهائم يطرق السكاكين والخناجر. وجهه كحذاء مبلول في الوحل هو من أرسل عوض عكام. لكي تنفك سلوى التي كانت كشر مستطير تشعل النار في كل الاتجاهات. عندما قابلت عبيد في مناسبة حاشدة تجاهلني الوغد. لوي وجهه واكفهر. بدأ لي الأمر مربكا. كان يكفيني ما انا غارق فيه من وحل فزاد الطين بلة. قابلت أخيه الأكبر الباهت الذي ضاعت ملامحه أمسكت قلبي خشية أن ينزلق من مكانة. كالرمال المتحركة صارت ايامي تنهار. قال عوض عكام عليك أن تفك سراحها لتعيش حياتك. كان يلعب باعصابي كقطع النرد وتملكتني مخاوف ووساوس لاتنتهي يا للاسي. ماذا سيكون مصير الزغب الصغار. ان رمتني والدتهم في المحكمة. ماذا دهي عوض عكام السمج بهذا المنطق المعوج ياللوجع نحن في محنة. الآن وانا أسير لحتفي. الحبل يلتف حول عنقي بأحكام. فارق الإيمان عوض عكام وصرت غير قادر على المشي تصلبت مني المفاصل والركب. كيف الصحو من هذا الدمار. ان ينفجر تحتك زلزال وانت تعرف بعد عمر طويل تفاهة ناس وزيفهم وتلك الأوهام ياللفجيعة. عوض عكام بتلك الخباثة والنتانة. وانا مازلت بذاك النقاء والغباء والطيبة. الآن أنا والماضي وعائلتي في مهب الريح. أحمد الله على موت عمي قبل أن يعيش هذه المأساة فقد ولي زمن الخير حيث لم يعش ايام الخراب الذي نحن فيه. قلت له عوض عكام افعل ماتريد لكنني لن اهرب من مصيري. وبما انك قلت انها لن تسكن معي حتى ولو في عمارة إذن لنركن للزمن فهو كفيل بمحو كل الأثام و الآثار. لم أصدق أن عمر عكام نبتت له قرون واضحى ضحية شرور كبيرة وقذرة في آن. لقد صرت كفأر يلتهمه قط. كلب مسعور تنوشه رصاصة. باقي انسان في مفترق الطرق يمشي لجلاديه. كنت في الأيام الخوالي كالندي المتساقط شوقا و ألفة. ممتلئ بأحلام كالورد. ارخي اذناي على أكامها لكي استمع شهيق البراعم وهي تتناسل عطرا. انتهى كل ذلك على أعتاب عوض عكام بلانقاش اودموع. كنت احلم بشعارات حرية. سلام. وعدالة. نحققها معا رغم الليل الطويل الكالح. كم جازفنا طويلا بارواحنا... وكنا لانعرف الخسارة. الصغار لايعرفون ' عودهم طرى. ولكن ان تعيش وتصل للانكسار ليضيع منك الماضي... وان لاامل إذا مابكيت عليه. هاهو الحاضر.... يوصلني إلى الجنون وليس من خلاص أو رجاء. إنها النهاية المحزنة الموصلة بالخسارة والندم. إنني احن لعالم آخر. وعوض عكام كخرتيت هو من دفعني إليه. لاقتلن عوض عكام. الليل يأذن بالأفول. صياح الديكة العذب عند الفجر. اتكيئ أيتها الأحلام حزينة على نوافذ الأهداب. لم أشعر بشيء اريد انقاذهم أولادي. ربما كان الوحل الذي اهرب منه يسيل في الماء ذاته الذي اشربه. نظرت إلى وجه عوض عكام الذي كالثور وتقيأت.