ألا ليت نفسي لا تنوء بخاطري
ولا تنكر الإحساس في عين شاعر
ويا ليت فجري يبعث النّور جذوةً
فيُحيي بنبض القلب فجر مشاعري
إذا أوجع الوجدان دهر مناوئ
سرى في دجى صدري كطير مهاجر
فلا الرّوح يجثو ضوؤها بين أضلعي
ولا الجفن يخفي بالدّموع سرائري
فما بال شعري لا يناجي قصيدَهُ
فيعصي لصوت البيت طيف مؤازر
وتبدو الأماني ثغرها في سحابة
وقد نزّها قلبي شواظاً لناظري
لأغفو بلا ماضٍ كأنّي شريدةٌ
وعين زماني في مهبِّ الدّياجر
فما الّليل يُجلي عن عيوني ظلامَهُ
ولا الشّمس تُغري الّليل كشف السّتائر
أنقّبُ عنّي بين أهزوجةَ الجَوى
وظِلّي مرايا قيدهِ كيد غابر
تراءى لأَجفان الّليالي أنينها
ولا ضوء إلا نارها في الضّمائر
ألوكُ النّدى بالفجر ظمآنةً بهِ
ونيسان يُخفي كلّ زهرٍ وطائر
وأوراق بلداني يئنّ اخضرارها
ويبكي حمام الشّام نزفاً لناضر
وأغصان عمري قد تهاوت مرارةً
فأخشى احتضاري بين حينٍ وآخر
فكم وخزة قد قدّت الثوب بالأسى
وكم زفرة عاثت بروح البشائر
وكم من نزيف أرهق النفس حسرة
وكم ليل ظلم مستخف البصائر
أيا ماضيَ المخلوع كرهاً لحاضرٍ
تخطّى الليالي دون قصم المنابر
خنى الدهر يسري في دمائي معاولاً
يُجاري الدّجى يأبى خنوعاً لثائِر
كفاك مراء بالهدى ليس في الهدى
ركاب لباغ أو سبيل لغادر
بحر الطويل
.
.
جهاد بدران
فلسطينية