في قرية نائية وعلى بعد كيلومترات منهاكانت تعيش عائلة فقيرة في كوخ متواضع صغير
كانت تعيش ام مع ابنائها الثلاثة ولدين: بوشعيب وعبدالحميد وبنت شيماء ...
كل صباح تذهب الام منى الى القرية لتشتغل كخادمة بيت عند احد الاثرياء مستشار برلماني البلدة ؛تعمل طيلة اليوم وترجع الى بيتها في حلكة الظلام مخاطرة بنفسها في طريق غير معبدة حافلة بطرق ملتوية وسبل وعرة ؛لا تسمع الا نعيق الغربان واصوات غريبة من كل مكان ؛مرة بين تهاطل امطار غزيرة ومرة بين عواصف مزمجرة مخيفة، وسماء ممطرة، وبرق منقشع ،ورعد يزار كالاسد ؛الى ان تدخل بيتها في ملابس ؛لا تكاد تقيها من البرد القارص ،و الامطار المتهاطلة...
بينما بنتها شيماء في السادسة عشرة من عمرها تتولى مسؤولية البيت ؛تنظف ملابس اخويها، وتنشرها على حبل بين اعمدة، وتكنس الغرف وساحة الكوخ من فضائل وازبال الماشية والدواجن وتطهو طعاما يقبلون عليه ليلا بالتهام وشراهة لم يدوقوا النعمة مند الصباح وتسقي العنزة وتطعم الدجاجة والارنبة...
عبدالحميد هدأ هو الاخ الاكبر ضمن هده الاسرة كان المسكين يدهب الى مرعى خصيب رفقة بقرته الهزيلة الى اطراف حقول يمنعه اصحابها من الرعي فيها
كل هدا لتوفر لهم البقرة لترا او بضع لتر من حليب يشربون به فنجان قهوة الصباح
بقي لنا ابن اوسط اخوته كان ينعزل فوق ربوة مرتفعة بعيدة عن الانظار يقرا كتابا او يكتب خواطر او رواية
كان حلمه الوحيد ان يصبح كاتبا مميزا او روائيا مشهورا على الاقل يدون ماساة ناس قريته واسرته لتفضح فساد دلك البرلماني الدي تنكر لها بعد تحقيق هدفه والوصول الى مبتغاه
هكدا علمنا كيف كانت تعيش هده الاسرة بؤسا لا اب ولا حنين
لم يكن لها من اقاربها الا خال يدعى عبدالحليم كان يحلم بجنة الاحلام في الضفة الشمالية حملته قوارب الموت ليعيش في المهجر وما حقق حلمه بقي يزور الاسرة مند سنوات الى ان انقطعت اخباره
………دات يوم في صباح مشؤوم خرجت الام منى كعادتها متوجهة نحو القرية بخطى تابثة……