تيوسُنا في المَراعي كيفَ تنطلقُ
.........................والكبشُ ينطَحُ كبْشاً شاءَ ينْعتقُ؟!
في المَرْج متسعٌ والقمحُ فطرتُه
.............................من كلِّ ساقيةٍ يُرْوى وَيغتبقُ
للماءِ لو وَرَدتْ لا ريَّ من عطشٍ
.........................إلا اعتبارُ "الأنا" والكُلُّ يستبِقُ
تجري السَّواقي ولا تدري منابعَها
.......................والنهرَ تشكو له الأقدامُ والطرُقُ
وكلُّ كبشٍ يسوقُ الجمْعَ في صلَفٍ
.................في لحْيَة التيس ضيقُ الوَعْيِ والأفقُ
هِي "الأنا" تقطُنُ الانواءُ عتمتَها
.......................ويسكنُ الجهلُ فالأحلامُ تفترقُ
ليدخُلَ الذئبُ مِنْ تِلقاءِ حادثةٍ
......................فيَكتري قاصياً في ذاتِه الغَرَقُ
في ثوْبِهِ عاشَ عبد الذاتِ مُنفرداً
.................يُعاقرُ الصمْتَ حين الصوتُ ينطلِقُ
أو يشتَري غفلَةً أو صبْوَةً وَطِئَتْ
.............."جوْفَ الحصانِ" فساداً منهُ يَخترِقُ
فاسمَعْ عُواءَ بناتِ الدَّهْرِ من فمِهِ
............مِنْ خلفِ سور النُّهى تأتي بها الفِرَقُ
أرْتالُ جائِحَةٍ.. أو جيشُ مؤتَفِكٍ
...................يُحاصرُالماءَ حين الماءُ يندَفِقُ
وَطيْفُ طائِفَةٍ يَشقى به فَطِنٌ
................. ضاءَتْ بَصيرَتُهُ إذْ أظلمَ النّفَقُ
فتبيَّنَ الرُّشدَ لكنْ كيفَ يدرِكُهُ
.................والرُّشْدُ تقتلُهُ الغيلانُ والنَّزَقُ؟
في مَرْجنا تعرف الأضدادُ علَّتَها
................وبيدَرُ القمحِ بالأضداد يحترقُ
لا بحرَ يطفِؤهُ فالنارُ ظالمةٌ
...............وقطرَةُ الماءِ بالتَّسجير تختنِقُ