لعنة نص

وجع هاجس النص وتكديره أحيانا صفو الحياة لحين ولادته أمر لا يعرفه إلا الأدباء المبدعون.

أحسنت رسم الحالة!

تقديري

البحر هادئ أزرق... الشمس كوجه حبيبتي ... ولا شيء يعكر صفو الصباح سوى هذا النص المشاكس الذي يقرع مخيلتي، ويستكثر علي سكون اللحظة وصفائها ... سارعتُ إلى أقرب صخرة... وفوق ركبتي خططتُه على بياض، سددت عليه قارورة من زجاج وألقيتها بعيدا ..في البحر . ..
اكفهر البحر فجأة ..علت موجة ... لطخ سواد الحروف وجهي وقميصي الأبيض .

حتى البحر لفظ ماحاول البطل إلقائه من حروف رغم إحكام الغلق وردها له صفعة على الوجه وتلطيخا لواجهته النقية التي يريد
الحرف المشاكس يلوث صاحبه إذا ما خرج للنور
(( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))
بوركت أديبنا واليراع
تحاياي

الكتابة نوع من العذاب فيظل الكاتب يعاني آلام مخاض الإبداع حتى
يستجلي كوامن إبداعه ، فيكتب من ذوب روحه وعصارة نفسه.
ولكن النص هنا كان مشاكسا سيجلب له الويل لو ظهر ـ فحاول التخلص منه
فلم يستطع البحر أن يتحمله.
ومضة جميلة وعميقة وبديعة.

صدقت ({أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ*) ما أعظمها من آيات

اكفهر البحر من قوة ما حملت القارورة من افكار مزعجة
ياله من نص مشاكس.
نص عميق وبديع.