تناقضات
***
شعر
صبري أحمد الصبري
***
وَهْمُ الأسود إذا تمادي تُغلبُ
وبها يضيق مع الغرور الملعبُ
والثعلب المكار إن جافى الكرى
مهما تمادي في المكائد يتعبُ
والكلب لو هجر الوفاء تغيرت
فيه الخصائص بالهواجر يهْربُ
والهر إن يمضي بعيدا بالثرى
يحيا غريبا بالشدائد يُسْلَبُ
والمرء في درب المطامع والهوى
من ماء بحر رغم أنف يشربُ
والليل بالإظلام أقسى صاحب
بصقيع برد بالرواعد يرعبُ
والبدر ساعة تَمِّهِ بسحابة
ثقلت بمزن باحتجاب يغربُ
والشمس أيضا مثل ذلك إنها
عنا بمتسع السحائب تُحجبُ
وبدافع النسيان قد يمضي الفتى
في درب عَدْو بالشواغل يسهبُ
ولربما بالملهيات بفتنة
بنقائص الإمعان فيها يعجبُ
وبها إذا نعق الغراب .. لصوته
يصغي الْمُعَنَّى للغراب ويطربُ !
بتمزق الذوق الرفيع رقائق
لجمال أنفاس الحقائق تنضبُ
متناقضات معيشة جافت ضيا
فظلامها نور الحقيقة يغلبُ
يا من تشتت في الجوى بتخاطف
إن الْمُمَزَّق في البلايا يُغْلَبُ
ويكون بالتيه البعيد بكبوة
فيها على مرأى الجوارح يُنْهَبُ
وبصوت خسران القضايا محبطا
في غصن إجداب المزايا ينعبُ
ويلوذ بالأوهام يتبعها كما
يهوى المطالع حل فيها الكوكبُ
ويطالع الأبراج يلزم بابها
ومصدق الوهم الشنيع مخيبُ !
كن بالحقيقة لا تصدق غيرها
في واقع الأحوال تمضي تطلبُ
عونا من الرحمن جل جلاله
وإليه في حسن التعبد تذهبُ
دوما تمسك بالتلاوة والتقى
يأتيك بالرشد القويم تأدُّبُ
طالع نفائس سيرة بعلومها
طابت وطاب المستنير الأنجبُ
فبذا تنال من الهداية مسلكا
ويطيب سفرٌ بالهدى والمكتبُ
صلي على خير الأنام (محمد)
إن الصلاة على المشفع مطلبُ
والآل والصحب الأكارم كلهم
فبذا يطيب على الدوام المذهبُ !
صلى عليه الله جل جلاله
ما انهل ودق بالأطايب سَيِّبُ
والآل والأصحاب ما لاح السنا
والبرق فيه مع البشائر طيبُ !