فيروس كورونا
****
شعر
صبري أحمد الصبري
***
أتى الفيروسُ ممتشقا دمارا
وفتكا كان للموت استعارا
وإجهازا على عيش البرايا
وقمعا كان للأحياء نارا
تُحَرِّقهم وتفنيهم بويل
تمادى في ضراوته جهارا
أكابرهم بوهن وافتقار
وعجز كان بالضعف اندحارا
أصاغرهم بإيلام ونهش
لفيروس قد ازداد انتصارا
فلا جدوى العلاج لها حضور
ولا الشركات قد حازت وقارا
بإخفاق المقاصد في خمول
وقد نالت بوجهتها الخسارا
فآهات الضحايا بازدياد
وقد سلكوا لحتفهم المسارا
أمان الناس قد ولَّى .. تجلَّى
بخوفهم فرارهم حيارى
وقد لزموا بأصناف الرزايا
مع الآلام والآمال دارا
وقد لبسوا كمامات بوجه
أنوفهم قد ائتزرت إزارا
بأحكام التباعد باحتكام
وقد عرفوا بعزلهم اقتصارا
ولاقوا بالعناء صنوف هم
وغم زاد بالسوء الحصارا
بلا عزم ولا جزم لأمر
وقد ظلوا بعجزهم أسارى
فلا أنس ولا جمع لديهم
يحقق باندماجهم الحوارا
وقد ولى زمان فيه حقا
يقارب في حياتهم الجوارا
تمارى الكل في حيص وبيص
عن الفيروس إعلامٌ تمارى
وقال البعض أقوالا توافي
لأهل الطب بالحسنى خيارا
ومازال الجميع بعجز رأي
و(كورونا) البغيض الفظ جارا
وأمعن شاهرا سيفا صقيلا
تسلق للورى جمعا جدارا
وضج الناس في شرق وغرب
وقد لاقوا بسقمهم الدوارا
فأذهب سقمهم يا رب جمعا
فقد عانوا بعيشهم الدمارا
وقد سألوك يا قهار لطفا
يداوي من رؤوسهم الأوارا
بعجزهم وقد رفعوا أكفا
بأفئدة قد ازدادت قرارا
وسقما دامغا يطغى وبؤسا
وتسليما وصمتا واصطبارا
فخلصنا من الأدواء جمعا
فأنت الله تقتدر اقتدارا
وأخلصنا الدعاء رضاك نرجو
إلى الرحمن نفتقر افتقارا
وصلى الله ربي كل وقت
على من دام للخلق الخيارا
وآل البيت والأصحاب طرا
دوام الليل إذ لاقى النهارا !!