في القلبِ جعْجَعَةٌ وفي النفس الصّدى
.............................هذي أنايَ وَمُنْتهاها المُبْتَدا
عامٌ توَلّى لا بَيادِرَ في فَمي
.........................لا قمْحَ يقطرُ مِنْ سَنابلِهِ النَّدى
كالدُّبِّ يقبَعُ في سُباتِ شِتائِهِ
.........................راوَحْتُ بين تَبَرُّمي والمُنتدى
فالشمْسُ غافيَةٌ تلازمُ كهْفَها
..........................والبدْرُ كبَّلَ مِنْ توَجُّسِهِ اليَدا
تنسلُّ حيناً مِنْ ثقوبِ سَحابَةٍ
.........................آلاءُ نورٍ يستَنيرُ بها المَدى
وَتُطلُّ منْ عين الغُروبِ حَمامَةٌ
...................بيضاءُ تُسلِمُها الهَواجسُ للمُدى
لا شيءَ.. في اللاّشيءِ يغرَقُ عالَمي
.............. في العالمِ العدَميِّ أمضي مُسْهَدا
لا شيءَ يبدو فالبَصيرَةُ لا ترى
.................إلا احتشاد العتْمِ في عينِ السُّدى
ما زلْتُ في مَنْفايَ أسألُ دفتري
...................وأدورُ مغلولاً بساقيَةِ الصدى
ماذا أريدُ ؟ وَكيفَ أشعلُ شمعتي؟!
.............. وإلامَ أقترِفُ الخَواطرَ مُجْهَدا؟
حتّامَ يغتالُ الجَوابُ سُؤالَهُ
............وَيقيمُ في زمَن التَّهافتِ مرْصَدا؟
حتّامَ بالمَنفى تَجفُّ مَنابِعي؟
...........ويَغيبُ صوْتي في السُّكونِ مُبدَّدا؟
ما غادَر الشّعراءُ نهْجَ مَسائِلي
.................والشِّعْرُ يشدو للكرامَة مُنشدا
ما انفكَّ يُقْرَأ كالرُّموزِ مَجازُهُ
.................وبه الكِناياتُ احتللْنَ المقعدا
سَتَظلُّ أبْوابُ القَصيدَةِ حُرَّةً
...............عَرَبيّة الوجدانِ تُحْيي المَرْبَدا
لا ، لنْ تَموتَ قصيدتي، وإرادَتي
............تأبى النّخاسَةَ.. والقَداسَةُ تُفْتَدى