|
بَدَنٌ ينامُ وعينُ كبْدٍ تُبْصرُ |
كالأمِّ راعية لطفلٍ تَسْهَرُ |
والخلقُ في كَبدٍ توارى سرُّهم |
لتمدَّهم نُسغَ الحياة فيكبروا |
تحيا البَرايا بالدِّماءِ إذا جَرَتْ |
وَدَمُ الجنينِ بكبدِهِ يتصوَّرُ |
في الرَّحْم يأتيهم مدادُ دمائها |
إعجاز خلقٍ والإلهُ يدَبِّرُ |
ويَمُدُّها بِدَمِ العروقِ لترتوي |
وتَضُمُّ في أحشائها ما يُذْخَرُ |
لتمُدَّ طاقَتَها لقلبٍ عاملٍ |
فيحيلها نبضاً لجسمٍ يُنشرُ |
يتبادلُ الخلان أنهار الدما |
ولنبضهم كلُّ الرعايا تشكرُ |
والكبدُ تخزنُ كلَّ أنواع الغذا |
تعطي المدادَ لمنْ يجوعُ ويجأر |
حافظْ عليها بالغذاءِ رشيقةً |
فالشحمُ يهلكها بدهنٍ يزخرُ |
وابعدْ عن الخمرِ اللعين فإنَّهُ |
سيُحيلها شمعاً يذوبُ وَيَهْجُرُ |
ويُذيقها نارَ اللَّهيبِ لتكتوي |
وفراشُها منْ كيّهِ يَتَحَجَّرُ |
كالشَّمْع أضحى فرشُها متليّناً |
وبموتها نسُجُ الدماغ ستضمرُ |
يُعطى الدواءُ بجرعةٍ محسوبةٍ |
فإذا تجاوزَ حدَّهُ يتفَجَّرُ |
يمسي كسُمٍ للخلايا قاتلٍ |
تشكو إلى الله الحفيظ وتصبرُ |
فدواؤها أضحى يزلزلُ دارَها |
معها كيانُ قطوفها يتقهقرُ |
"سِتَمُولُ" في رفِّ البيوتِ مُحلِّقٌ |
ويحطُّ في بطنِ السقيمِ يقرقرُ |
ليُسَكِّنَ الآلام في وديانها |
وصداع رأس في الليالي يهدُرُ |
لكنه سمٌّ لأكبادِ الورى |
ما لم لجرعته فطينٌ يحذرُ |
فلتحذرنَّ حبيبَ قلبي للدوا |
واسأل بجرعته حكيماً يُـخْبرُ |
والخمرُ حرَّمها الإله لضرها |
للكبدِ والعقل السليم تُدَمِّرُ |