لا تعذلِ القلبَ ليس العذلُ يردعـُهُ
وارفـِقْ قليلاً عسى بالرفقِ يمتثلُ
يا عاذِلي في الهوى، إنّ الهوى قدَرٌ
هل يمنعَنْ قدراً حوْلٌ؟ .. ولا حِيَلُ
يا عاذلي، هل دريتَ ذا الهوى قمراً
حاولتُ إخفاءه فاستعْصتِ المقلُ
وسرتُ في الناس تتلو مقلتي سُوَراً
من عشقِ قلبي الذي قد أدَّهُ الأملُ
إنّي الغريـبةُ ما مِن غربتي هـرَبٌ
ظلّي ويتبعُـني ما كان ينفـصلُ
إنّي الغريبـةُ والأحـمالُ تُثـقِلنـي
ما مِن قريبٍ بهِ للعونِ مُحتَمَلُ
ويسألُ الناسُ ما للقلبِ ذاب جوىً
هل يَنشدُ الموتَ قلبٌ بالهوى ثمِلُ
كلُّ الهمومِ ارتأتْ فيه أباً حدِباً
ومَسْكناً حانِياً إذ ضاقت السبُلُ
فراحَ يرعى الهمومَ ثمّ يُسكِنها
قلبَ السماءِ نجوماً ما لها نَقَلُ
ويسهرُ الليلَ يأسو جُرحَها كلِفاً
بالشعرِ طوراً وبالدموع تنهملُ
يا لائمي، عشقُ هذا الكونِ يأسِرُني
ونارُ كلِّ الورَى في القلبِ تشتعلُ
بل كلُّ هذي الدُّنا قد أُسْكِنَتْ قلبي
في كلّ حيٍّ أرى همّي ويعتمِلُ
يا ليتَ أنّي بلا قلبٍ تُمزِّقُهُ
أوْهَى العوارضِ أو تجتاحُه العِللُ
أو أنَّ قلبي غدَا مِن قسوةٍ حجَراً
أو مِن حديدٍ فلا همٌّ ولا وَجَلُ
(ما كلُّ ما يتمنى المرءُ يدركهُ)
فارأفْ بقلبي فما في بُرئه أمَلُ