( قانا )... لها !
شعر / محمد سليم الدسوقي
-1-
فتلك الجميلةُ
فوق السحابِ, وفوقَ الربابِ
وفوق البيوتْ !
يقولون ماتت:
ولكن وهج السنا والمُنى لا يموتْ !
-2-
فكم هفهف الوردٌ والسيسبانُ ...
وشطَّرت الشمسُ والحبهانُ..
رهانَ السكوتْ !
وأخرجتِ الأرضُ غيضَ القتامةَ ..
والمستهامة..
والنوح والبوحَ..
دنيا الخُبوتْ..
فماذا عن الصمتِ ( قانا ) ؟
وماذا عن الوَردِ والعهدِ..
والبرتُقالِ الذى صار يوماً دمانا ؟
وشقشقة الزهرِ، والنهر، والعنكبوتْ ؟
- 3 -
ويمشى على روضها الأُلعُبانُ الجبانُ ..
يُفتِّرُ عنها كؤوسَ العسلْ !
ويخطف من وجنتيها المُنى والأمل !
وزقزقة المَوْزِ بين العسيبِ، وبينَ النَّسيبِ..
وبين الحياءِِ وبين الوَجَلْ !
- 4 -
تُهزهزُ ( قانا ) بنودَ الصحابِ ..
جنودَ الصحابِ، أسودَ الجبلْ !
فيعْشَوشِبُ الحنظلُ المستطابُ ..
وينسكبُ المرُّ فى المقتبلْ!
ويسهدُ صبرى سُهاد المُرَارِ..
يُغنّى على ذلك الوغدِ أنَّى رحلْ !
- 5 -
فإن عادتِ العقربُ الحيزبونُ ..
وعاد الذى عاثَ .. عدنا لها !
فيخضوضرُ الدّمُّ تحت اللهيبِ ..
وتحت الكثيبِ ..
وتستبطنُ الأرضُ زلزالها !
فـ " قانا " الدماءُ، و " قانا " الرِّماءُ..
و " قانا " بناتِىَ فَدْوَى لها !
- 6-
فيا أيها الوغدُ ذاك الجبانُ ..
الذى ينهزم..
ودمّى على نهرها يضطَرِمْ ..
:- بناتى على العهد شِلْنَ الرؤوسَ ..
النفوسَ على كفِّهن، على صَبْرهن..
على حومةِ الوجدِ ، والوعد..
فى حُبِّ " قانا " هوانا ..
مهورٌ تهونُ ..
زهورٌ تهونُ ..
دماءٌ تجلجلُ عند الهديرِ ..
وعند المسيرِ ..
ويبقى لحَوْمَتنا ما لها!!