|
طِـرْسٌ، يَــرَاعٌ، وُجُــومٌ، شَــمْعَةٌ، سَــهَرُ |
وَصُــــورَةٌ لِــحَــبِــيبٍ كُــــنْــتُ أَدَّخِــــرُ |
وَبُــنُّ ذِكْـــرَى وَحَــاسُــوبٌ وَنَــافِــذَةٌ |
مِــنْــهَــا تَــسَــلَّـلَ نَــوْحًــا خَــافِــتًــا مَــطَــرُ |
وَبَــعْــضُ عِـطْــرٍ عَـلَــى سَـطْــرٍ وَأُغْــنِـيَةٌ |
لِأُمِّ كُــلْــثُــومَ تُــذْكِــي شَــجْــوَهَــا الــفِــكَــرُ |
وَأُحْـجِــيَــاتٌ بِــلَا فَــحْــوَى وَأَمْــنِــيَــةٌ |
وَهُـــدْهُـــدَانِ عَـــلَـــى رَفٍّ وَلَا خَــــبَـــرُ |
وَلَــيْــلَــةٌ مِــــنْ لَــيَــالٍ بِــتُّ أَحْــبِــسُهَا |
بِــدَمْــعَــةٍ فِــــي فُــــؤَادٍ لَـــيْــسَ تَــنْــهَمِرُ |
يَــا أُخْـتَ ظَـنِّكِ مَــا كَــانَ الـوَنَى وَثَــنًا |
يَــرْقِــي الــيَــقِينِ وَمَـــا كَــانَ الــضَّنَى يَــثِــرُ |
أَكَـــادُ أَكْـفُــرُ بِــالــرُّؤْيَا وَمَـــا حَـمَــلَتْ |
إِذْ تَــحْمِلِينِي إِلَــى الــرَّأْيِ الَّــذِي كَــفَـرُوا |
وَضَّـأْتُ صَـمْــتِي بِــسَــمْتِي إِنَّـنِــي رَجُــلٌ |
مَــهْـمَــا تَــجَــنَّــى عَــلَــيْــهِ الــضُّــرُّ يَــصْــطَبِرُ |
جَـرَّدْتُ جُرْحَ الـمَدَى مِنْ ثُقْبِ ذَاكِرَتِي |
وَمَــــا يَــــزَالُ الــرَّحِــيلُ الــمُــرُّ يَــعْــتَصِـــرُ |
مَــلَأْتُ كَــأْسَ خَيَالِي مِنْكِ ذَاتَ جَوَى |
وَبِــتُّ أَرْشُــفُ حَــتَّى حَــصْحَصَ الــسَّــوَرُ |
أَهِــيــمُ وَالــدَّمْــعُ مَــصْــلُوبٌ عَــلَى حَــدَقِي |
وَطَــيْــفُكِ الــعَــذْبُ لَا يَــبْــقَى وَلَا يَـــذَرُ |
كَــأَنَّ رُوحِــيَ عَــذْرَاءَ الــرُّؤَى خَــرَجَتْ |
عَــنْ حَــبْكَةِ الــوَزْنِ مِــمَّا اسْــتَلْهَمَ الضَّجَــرُ |
أَغْــدَقْتِ بِــالرِّفْقِ حَـتَّى قُــلْتُ فِــي شَــدَهٍ |
يَـــا نَــبْضَ قَــلْبِي مَــلَاكٌ أَنْــتِ أَمْ بَــشَــرُ؟ |
أَيْــقَــظْتِ فِـــيَّ حَنِينًا غَـــطَّ فِـــي حُــلُمٍ |
إِلَـــى قَــوَارِيــرِ عِــشْــقٍ حَــوْلَـهـا الـــدُّرَرُ |
وَسِرْتُ نَــحْــوَكِ مَــفْــتُونًا بِــبَــدْرِ دُجَــى |
وَلَـــسْـــتُ أَوَّلَ سَــــارٍ سَـــــرَّهُ قَــــمَـــرُ |
ثُــمَّ انْــثَــنَيْتِ عَــلَــى عَـقْبَيكِ لَــمْ تَــلِدِي |
بُــشْــرَى وَلَـــمْ تَــئِدِي ذِكْــرَى فَــأَحْتَضِــرُ |
أَطَـلْـتِ رِحْــلَــةَ مَــيْــسٍ مِــنْــكِ مَــعْذِرَةً |
حَــــتَّــى تَـــأَوَّهَ مِـــنْ أَعْـــذَارِكِ الــسَّــفَرُ |
فَـمَــا ذَهَــبْتِ سَـلَامًا قَـبْلَ كَـأْسِ طِـلَى |
وَلَا رَجَــعْــتِ جِـــهَــادًا فِــــيــهِ أَنْــتَــصِرُ |
أَعْــرَبْــتُ كُــلَّ مَـقَــامَاتِي الَّــتِي عَــزَفَتْ |
لَـــحْــنَ الــخُــلُودِ وَلَــكِــنْ أَعْــجَــمَ الــوَتَــرُ |
وَطُــفْــتُ رَوْضَــــكِ أَمْــسَــاءً مُــعَــطَّرَةً |
وَمَــــا لَــقِــيتُ صَــبَــاحًا مِــنْــكِ يَــنْــتَظِــرُ |
حَــسِبْتُ قَلْبِي عَصِيَّ الكَسْرِ كَيْفَ سَرَى |
فَــكِــيْفَ بَـــاتَ بِــهَــذَا الــيُــسْرِ يَــنْكَسِرُ |
أَغُـضُّ وَالـبَـسْمَةُ الـبَــلْهـاءُ فِـــي شَــفَتِي |
وَدَمْـــــعَــةُ الــــوَجْــدِ فِـــي عَــيْــنَيَّ تَــنْــتَشِرُ |
حَــذَّرْتُ نَــفْــسِي هَــوَاهَا سُــوءَ مُــنْقَلَبٍ |
لَــكِــنَّما فِـــي الــهَــوَى لَا يَــنْــفَعُ الــحَـــذَرُ |
لَأْيًــــا تُــخَــبِّـئُنِي مِــنِّــي وَقَــدْ خَــبَــرَتْ |
أَنْ فِـــي الــحَــوَادِثِ لَا يُــسْــتَأْمَرُ الــقَـــدَرُ |
مَــــا زَالَ يَــنْــمُو عَــلَــى شُـبَّــاكِ أَسْــئِـلَتِي |
حُــزْنِــي الــقَدِيمُ فَــهَلْ يَــا حُــزْنُ تَــنْحَسِرُ؟ |
مَـــاذَا عَـنِ الأَمْـسِ عَــنْ أَفْــيَاءِ لَــهْفَتِنَا |
مَـــاذَا عَـــنِ الــغَــدِ عَــنْ طَــوْدٍ سَــيَنْدَثِـــرُ |
مَـــاذَا عَـنِ الأَمَــلِ الـمُوءَودِ فِــي أَلَــمِي |
وَعَــــنْ بَــقِــيَّــةِ شَــــوْقٍ فِــــيَّ تَــسْــتَعِرُ |
مَاذَا عَنِ الوَعْدِ، عَنِّي، عَنْكِ، عَنْ قِصَصٍ |
لِــلْــعِشِقِ لَــيْــسَ لَــنَــا فِـــي شَــطْــئِهَا أَثَــرُ |
ظَــمْأَى اللَّيَالِي إِلَــى نَــجْوَاكِ زَهْــرَ رُبَــى |
وَكُــلُّ مَــجْــرَى حَــكِــى لِـــي أَنَّــكِ الــنَّهَرُ |
وَفِــكْــرَةُ الــطَّــيْفِ لَـمْ يَــقْنَعْ بِــهَا وَسَــنٌ |
وَلَـــمْ يُــحَــرِّضْ إِلَـــى فَــجِّ الــنَّوَى كَــدَرُ |
هَـــذَا أَمَــــامَ دِيَــاجِيـــرِ الــخَــيَالِ بَـــدَا |
وَذَاكَ خَــلْــفَ ضِــيَــاءِ الــشَّــمْسِ يَــسْتَتِـــرُ |
مُـذْ كُــنْــتُ أَلْــثَــغُ وَالــدُّنْيَا عَــلَى أَثَــرِي |
فَـــلَا تُـــؤُودِي عَــلَــى آثَـــارِ مَــنْ أَثَــــرُوا |
قَــدَّمْـتُ لِـلْفَضِلِ أَسْــبَابِي سِــرَاجَ هُــدَى |
وَمَــا انْــتَظَرْتُ مِــنَ الــغَايَاتِ مَا انْتَظَـــرُوا |
سَــأَلْــتُهُمْ عَــنْ مَــعَانِي الــحُبِّ فِــي لُــغَتِي |
فَــمَا اسْــتَطَابُوا سِــوَى الـمَعْنَى الَّذِي عَقَـرُوا |
هُـمْ قَــلَّــدُونِي بِــمَــا لَـــنْ يُــدْرِكُوا وَأَنَــا |
سِــيَّانَ فِــي الــجَدْبِ أَوْ فِــي الخصْبِ أَبْتَكِرُ |
نَــوَارِسُ الــقَــلْبِ مَـــا زَالَـــتْ مُــحَــلِّقَةً |
كَـــلَّ الــجَــنَاحُ وَلَـــمْ يَــكْلُلْ بِــهَا الــوَطَــرُ |
حَــدَّثْتُنِي عَــنْكِ لَا عَـنْ تِــلْكَ لَـيْسَ لَـهَا |
إِلَّا الــعُــيُــونُ الَّــتِــي فِـــي طَــرْفِــهَا حَـــوَرُ |
وَهَــا اجْـتَبَيْتُ فَــهَلْ أَنْـتِ الَّتِي انْتَظَرَتْ |
مَـفَاتــِـحُ الــغَيْبِ أَمْ هَـلْ زَاغَ بِــي الــبَصَـرُ؟ |