بسم الله الرحمن الرحيم
وصايا البنات قبل الزفاف
د. ضياء الدين الجماسكان الآباء الأحرص على نجاح بناتهن في حياتهن الزوجية ، ولذلك يفقهونهن قبل الانتقال إلى البيت الجديد· وليت هذه الوصايا تنتشر في عصرنا هذا فمعرفة حقوق الزوج وتنفيذها تدرأ خراب البيوت.·
الوصية الأولى (وصية أم إياس)
أم إياس؛ أمامة بنت الحارث- زوج عوف بن محلم الشيباني-، وقد اشتهرت وصيتها لابنتها عندما خطبها عمرو بن عوف بن حجر جد امرئ القيس الشاعر، وكان قد خطبها إلى أبيها فزوجه بها،
قالت الأم لابنتها ليلة زفافها :
أي بنية: إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن كل فتاة استغنت عن الزواج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليها، لكنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خُلقن ولهن خُلق الرجال.
أي بنية: إنك فارقت البيت الذي منه خرجت، وعشك الذي فيه درجت، إلى بيت لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمةً يكن عبداً وشيكاً، واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخراً·
واحفظي عني خلالاً عشراً يكن لك ذكراً وذخراً: أما الأولى والثانية: فالصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، فإن في القناعة راحة القلب، وفي حسن المعاشرة مرضاة الرب.
وأما الثالثة والرابعة: فالمعاهدة لموضع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح، واعلمي -يا بنية- أن الكحل أحسن الحسن الموجود، والماء أطيب المفقود.
والخامسة والسادسة: التعاهد لوقت طعامه، والتفقد لحين منامه، فإن حرارة الجوع ملهبةً، وتنغيص حاله مكربة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ ببيته وماله، والرعاية لحشمه وعياله، فإن حفظ المال أصل التقدير، والرعاية للحشم والعيال من حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشين له سراً، ولا تعصين له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
واتقي مع ذلك كله الفرح إذا كان ترحاً، والاكتئاب إذا كان فرحاً، فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير، وأشد ما تكونين له إعظاماً، أشد ما يكون لك إكراماً، وأشد ما تكونين له موافقةً، أطول ما يكون لك مرافقةً.
واعلمي -يا بنية- أنك لا تقدرين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك، وتقدمي هواه على هواك فيما أحببت أو كرهت.
والله يضع لك الخير وأستودعك الله.
الوصية الثانية (وصية خارجة الفزاري) :
وهي وصية لرجل قام بمقام الأم مع ابنته بعد وفاة أمها وهو >خارجة الفزاري< الذي كتب إلى ابنته هند حين أراد الحجاج أن يتزوجها·
قال: يا بنية، إن الأمهات يؤدبن البنات وإن أمك هلكت، فعليك بأطيب الطيب وهو الماء، وأحسن الحسن وهو الكحل، وإياك وكثرة المعاتبة فإنها قطيعة للود، وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، وكوني لزوجك أمة يكن لك عبداً، واعلمي أني أنا القائل لأمك:
خذي العفو مني تستديمي مودتي
ولا تنطقي في ثورتي حين أغضب
ولا تنقريني نقرة الدف مرة
فإنك لا تدرين كيف المغيب
فإني وجدت الحب في الصدر والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
الوصية الثالثة (وصية يابانية):
عندما تتزوج الفتاة اليابانية تلقى أمها على مسامعها وصايا عشراً لكي تعمل بها مدى حياتها مع زوجها فتقول لها:
1 ـ عند زواجك يصير أمر قيادك إلى حمويك فاخضعي لهما كما لو كانا والديك·
2 ـ زوجك هو رقيبك ورئيسك فتواضعي له واعلمي أن طاعة المرأة لزوجها أسمى حلة تتحلى بها·
3 ـ انبذي الغيرة لأنها تجعل زوجك يكرهك·
4 ـ إذا حدث ما يسوءك من زوجك فاكظمي غيظك ثم خاطبيه في لطف·
5 ـ دعي عنك الثرثرة والقيل والقال·
6 ـ لا تستشيري العرافين·
7 ـ الزمي الاقتصاد·
8- لا تفتخري بمكانة والديك وثروتهما وبخاصة أمام أسرة زوجك·
9 ـ لا تصاحبي أحداً إلا في حدود نطاق الأسرة·
10 ـ انتبهي إلى نظافة ثيابك والزمي الاحتشام وتجنبي التبرج المثير في ليلة العمر.
نتمنى لبناتنا الصالحات المطيعات كل سعادة.
اللهم تقبل منا لوجهك الكريم