ذاتَ سجال، قالت الشاعرة القديرة خديجة أبي بكر ماء العينين:
قالتْ تسائلُ رَوْضي زَهْرة ُ الآسِ
...............................بيْن الزهور: أما أدْركـْتَ إحساسي؟
ايْـن السَّمَرْمَر والـْحَسّونُ؟! هلْ رحلا؟
............................أين الشـوادي ؟ تـَذكـَّرْ لـَسْتَ بالنّاسي
واذْكُرْ ثُغورَ الأقاحي حينَ بَسْمَتِهــا
....................................ظَلَّتْ شِراكَ عُيونٍ بتْنَ أُنّاسي
عُـيونُ نـَرْجِـسِكَ الْوَسْنانَةُ انْـتَـبَـهَـتْ
.............................يَـوْماً عـلى رَقْصِ أفْنانٍ لأجْـراسِ
والْـيوم حـَلَّ ربيعٌ خِلْتُ يُـسْعـدُنا
..............................يُضمِّدُ الـْجُرْحَ للـْمَكلوم والآسـي
فقلت:
سَـعِدْتُ أن أَزْهَــرَ الرَّوْضُ بـالآسِ
.........................ورَقْـرَقَ الْحَرفُ كالْخمْرِ في كاسي
صُـبّي فَـحَـرْفُـكِ يزْهو عِـنْـدَ رَشْـفَـتِـه
...................يُشعْـشِعُ الشِّـعْـرُ فـي رأسي وقرطاسي
هاتي نبيـذاً حَلالاً مِـنْ حَلاوَتهِ
.......................يَـمـوجُ مُرْتَعِشاً مِـنْ وَمْضَةٍ راسي
تَلألأتْ بِوَمـيضِ الْبَرْقِ ثانِيةً
...................وأَفْـرَغت جُهْدَها في جُـبِّ إِحْـساسي
هيْهات أخرجُها فالرأس تَـسْكُـنُه
........................كلُّ العفاريتِ من غير وسْواس
هذا الوَميضُ جنون الشعر يسكنُني
......................أمْ إنه الجنُّ مُندَسٌّ بين حُرّاسي
من دفتري القديم