من دفتري القديم
تُغرِّبُني المَفارقُ والدُّروبُ
..................ويغرزُ مخلبا في اللّحم ذيبُ
أكادُ أراهُ يَعْوي في الخَلايا
......................وَيُقعي والخُواءُ له يُجيبُ
تسودُ البيدَ طغْمتُهُ بِنابٍ
......................وَتكثرُ من بَراثنِها النُّدوب
ففي جَسَدي يَجوسُ الذئبُ حينا
....................وأحياناً يُحاصرُني القريبُ
ومنْ كُلٍّ تُشَكِّلُني جراحٌ
....................وبالألوانِ يَرْسُمني الحَبيبُ
ففي اللَّوْحاتِ يَصلُبُني وَفاءً
....................ليصبحَ تاجراً بدَمي يَجوبُ
يُصيبُ الذئبُ مني كلّ جرْحٍ
.................وللقُرْبى مِن الجرْح النَّصيبُ
فلا ليْلى يُبرِّؤها التباكي
....................ولا لُبْنى سيغْسلُها النَّحيبُ
وما للقَطْرِ في قدْسي هُطولٌ
................إذا لم تغسلِ الأقْصى الطيوبُ
يُعطِّرُهُ مِنَ الأدْرانِ ماءٌ
.................لترْحَلَ عن مَساحتِهِ الذنوبُ
وماءُ الوَرْدِ يَهمي من سَحابٍ
..................ويتلو غُسْلَهُ الثوبُ القشيبُ
فمن حُلُمي سيبزُغُ ضوءُ فجري
...............ومن عزْمي ثلوجُ غَدٍ تذوبُ
وَيُبْدي المَرْجُ أعشابَ الرَّوابي
.................وَأطياري إلى عشّي تؤوب
لترجعَ نقطتي في حضن ضادي
................إلى حرْفي النقاطُ غداً تثوبُ