نعم لا يعرف إلا بالنار الذهب ولا الرجال إلا بالغضب.
احترمنا حرية الرأي ولم نعمل على مصادرة الموقف وإن خالف ما نؤمن به وندعو إليه ولم نحذف ولو حرفا من النص رغم نصحنا بألا يكون الحر للخائنين خصيما فوصف الشاعر الكريم الواحة بما وصف، ثم حين حفظنا نفس الحق لغيره بما يخالف قوله تنكر واتهم واختلف وصادر على غيره وأراد أن نصادر حق غيره في إبداء رأيه فاساء إلينا وإلى هذا الصرح الكبير.
ومن الجانب الآخر يأتينا من قضى معنا سنوات وسنوات وكان مشاركا لنا في الإشراف ليتهم الواحة بما صدمني حقا وما تخيلته أن يصدر يوما حتى ممن ليسوا في وفائه وأخلاقه، ويريد أن نصادر حق المخالف في إبداء رأيه، وهذا مما أوضحنا ومرات عديدة منذ سنوات أننا لا نصادر حق أحد في أن يقول رأيه مهما خالف بأدب وأرب ودون مهاترة، وقلنا إن الله تعالى نقل لنا في كتابه الكريم كل رأي شاذ ومخالف بل وكل تطاول على ذاته جل وعلا ابتداء من إبليس وانتهاء بأبي جهل وأبي لهب ، وذكر ما قالت عنه اليهود والنصارى قاتلهم الله أنى يؤفكون. فالأصل أن لا يحذف القول ولا أن يصادر الموقف فكل مسؤول عن رأيه وموقفه أمام الله وأمام الناس ولكن باحترام لا باحتراب وبأدب وأرب لا بصخب وغضب.
أما اتهام الواحة وأهلها فإن ناقل الكفر ليس بكافر وسامع الجور ليس بجائر والأصل أن يظهر كل امرئ على معتقده أيا كان فتمتاز المواقف وتتبين الأخلاق بدون أن نسمح بالمهاترة التي لا تليق بالواحة والتي اضطرتنا آسفين لغلق الردود هنا. أما أن يسارع الكرام بإلقاء التهم العجيبة فليس هذا من العدل ولا المنطق ويؤسفنا أن نرى ممن نحب ونحترم من مثل هذا. شكرا لكما على أية حال!
وأقول واثقا صادقا منصفا يشهد بهذا كل ذي أرب لبيب وصادق عدل كريم أن الواحة هي صرح الرقي والقمة والقيمة وصاحبة المواقف المشرفة والناصرة للحق والخير والجمال منذ انطلقت، وطوال عقدين من الزمان كانت من أرسى معالم القيمة وعلمت كل هذا الجيل الأدب الراقي؛ أدب الحرف وأدب الخلق، غفر الله لنا ولكم وهدانا جميعا إلى سواء السبيل!