|
هفا الشوقُ وانجابتْ غيومُ الأصائل |
وغافلَ دفءُ الشمسِ بردَ المفاصِلِ |
تثاءبَ فيه البوحُ فاستلَّ دمعَهُ |
وكم من دموعٍ أنسُها لم يزايِلِ |
إلى فكرةٍ أخرى.. سيسرُجُ بعضَهُ |
ويتركُ للآتين.. بعضَ السنابلِ |
لعل المدى-مذ كانَ دفؤك عطرَهُ- |
سيمنحُ للوجدانِ ذوبَ التراسلِ |
فمررْ خيوطَ الحب تغشَ حُبيبةً |
من الرملِ قد نامتْ على كفِّ سائلِ |
فمعنى الندى أن تمنحَ الناس بسمةً |
وكلُّ الندى أنْ نورَهُم في تكاملِ |
نهدُّ جدارَ الوجدِ بالحزنِ رغبةً |
ونطلقُ فوقَ الدمعِ شدوَ البلابلِ |
ونعثرُ ما بين التفاتةِ رعشةٍ |
من البرد ذكرى واحتراقِ المُخاتلِ.. |
كأن الجوى يفضي إلى الليل.. ليتهُ |
تطلّقَ من وقعِ على الجرح قاتلِ |
وحسبُ الرؤى أنّ السناء يلمُّها |
سوى ما تبقّى من دثار التماثِلِ |
سوى ما تبقّى من خطايا تأمُّلٍ |
تمثَّلَ فيه الشكُّ قبلَ التناسِلِ |
كحزنٍ يبثُّ النبضَ في كل غيمةٍ |
تهشُّ عليها ذكرياتُ المحافِلِ |
تهش عليها غفوةٌ تلو غفوةٍ.. |
كناياتُها مثلَ استعاراتِ راحِلِ |
فلا تقربنْ بعضًا ببعضٍ لأنهُ |
حقيقٌ على الأيامِ كسرُ المعاوِلِ |
وإنْ جذبَتْها كلُّ كأسٍ لشُربِها |
ستفصحُ عن إغداقها بالجداوِلِ |
لأنَّ شُرودَ الضوءِ في سُدفةِ النهى |
طهورُ المعاني بانشراحِ المناهِل |