يقول الأمير د.سمير العمري:
لقَد غادرَتْ أرضَ المَعالي لُيوثُها
فلم يبقَ إلَّا أضْبعٌ وثَعَالبُ
فَلا تُقعدنَّ اللَّيثَ مقعِدَ ذِلَّةٍ
يُساوِمُهُ بالخَسْفِ ناهٍ ونَاهِبُ
وإنَّ الأبيَّ الحُرَّ يسمُو عنِ الخَنا
ولا يَفْترِي إن أنكرتْهُ الرَّواسِبُ
فأخجَلُ ما يُحنِي الرِّقَابَ تخَرُّصٌ
وأبْجَلُ ما يجْلُو القُلُوبَ المَناقِبُ
وغَايةُ جُهْدِ المَرْءِ في الخوضِ حِكمةٌ
فإنْ رأبَ رأيًا هذَّبتهُ التَّجارِبُ
ومَا الحِلْمُ فِي الإنسانِ إلَّا تجِلَّةٌ
يُفَنِّدُ بالإحسانِ ما اعتلَّ خائِبُ
وليسَ على ذِي الفَضْلِ شرٌّ كحاسدٍ
لهُ الحِقْدُ زادٌ والرِّياءُ مشَاربُ
إذَا وُسِّدَ الحُكْمُ الحَصيفُ لجَاهِلٍ
سيرغبُ عن أهلِ الحجا ويُحَارِبُ
ومن آيةِ الإنصافِ عِلمٌ وحَيْدَةٌ
ومن شِيَةِ الإسْفافِ باغٍ وصَاخِبُ
وإنِّي سئمتُ الجَوْرَ من كُلِّ غامطٍ
وأن يحقُرَ السُّلطانَ فِي العَرْشِ حَاجِبُ
فكيفَ إذَا آذى المجرَّةَ غيهَبٌ
وعَابَ سناها الإمَّعاتُ الجنَادِبُ
فلولا سُمُوُّ النَّفْسِ ما ارتاحَ باسِرٌ
ولولا عُلُوُّ الحَدْسِ ما امتاحَ سَارِبُ
بَلايَا البَرايا من فسادِ ضمائرٍ
ومن نزعةٍ للجَوْرِ حينَ تُحَاسبُ
وممَّا يُمِرُّ الكأسَ من حنظلِ الأسَى
أنِ اسْتمرأَ الصِّدِّيقُ ما قالَ كاذِبُ
فكم مُخْلِدٍ ألقى المَقاديرَ باطِلًا
يُفاخرُ شأوًا حيثُ تهفُو المَآربُ
وكم مدَّعٍ عِلمًا على ظهرِ رِقعةٍ
وللجَهْلِ فيما صبَّ ساقٍ وشاربُ
وكم سادرٍ كم فاجرٍ كم مُتاجرٍ
كأنَّ لهم في السُّوءِ أهلٌ وصاحِبُ
ألا إنَّ شرَّ المُرجفاتِ تهافتٌ
وأخسرُ ما يرجُو الرِّجالُ المُوارِبُ
متى خنعَ الشَّاهينُ والسَّبعُ للأذَى
فليسَ عجيبًا أن تسُودَ الأرانبُ
وإن ضاعَ بينَ القومِ عدْلٌ وذِمَّةٌ
فقَدْ ضاعَ فيهِمْ مُستحقٌّ وواجِبُ
وإنَّ انكفاءَ المرءِ في غرقَدِ الهَوى
حقيقٌ بأن تُخشَى عليهِ العَواقِبُ