ـــــــــــــــــــــ لبيك يا ربَّاه ــــــــــــــــــــ
شعر / طلعت المغربي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
وعضو اتحاد كتاب مصر
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
لَبَيْكَ يَا رَبَّاهُ رَدَّدَهَا الوَرَى
شَوْقَاً إِلَيْكَ إِجَابَةً لِنِدَاكَا
لمَّا أَمَرْتَ الخِلَّ أَذِّنْ فِيْهِمُو
بِالحَجِّ جَاءُوا طَالِبِيْنَ رِضَاكَا
خَلَعُوا المَتَاعَ مَعَ الثِّيَابِ وَأَقْبَلُوا
مُتَجَرِّدِيْنَ فَمَا لَهُمْ إِلاَّكَا
هَجَرُوا حُظُوْظَ النَّفْسِ حِيْنَ أَمَرْتَهُمْ
وَاللهِ مَا هَجَرُوا الهَوَى لَوْلاكَا
يَا رَب أَظْلَمَتِ القُلُوْبُ وَقَدْ أَتَتْ
لِحِمَاكَ تَقْبِِسُ مِنْ عَظِيْمِ سَنَاكَا
لَبَّيْكَ يَا غَفَّارُ فَاغْفِرْ ذَنْبَنَا
مَنْ يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيْمَ سِوَاكَا
إِيَّاكَ نَعْبُدُ .. نَسْتَعِيْنُ .. وَإِنَّنَا
نَرْجُوْكَ يَا رَبَّ الوَرَى .. نَخْشَاكَا
جِئْنَاكَ مِنْ كُلِّ البِلادِ إِلَهَنَا
جِئْنَا نُوَالِي اليَوْمَ مَنْ وَالاكَا
جِئْنَاكَ نَرْجُمُ بِالتُّقَى شَهَوَاتِنَا
إِبْلِيْسَ وَالدُّنْيَا وَمَنْ عَادَاكَا
جِئْنَاكَ نَرْجُو رَحْمَةً وَمَثُوْبَةً
وَكَرَامَةً.. يَا رِبِّ مَا أَغْنَاكَا
جِئْنَاكَ نَرْجُو مَحْوَ كُلِّ ذُنُوْبِنَا
فَالْجُوْدُ كُلُّ الجُوْدِ في يُمْنَاكَا
جِئْنَاكَ مِلءُ عُيُوْنِنَا دَمْعٌ وَمِلءُ
قُلُوْبِنَا شَغَفٌ إِلى لُقْيَاكَا
جِئْنَا إِلَى عَرَفَاتِ .. نَعْرِفُ قَدْرَنَا
وَمَقَامَنَا.. يَا رَبِّ جَلَّ عُلاكَا
جِئْنَا لِنَذْكُرَ سَعْيَ هَاجَرَ أُمِّنَا
تَخْشَى عَلَى الطِّفْلِ الرَّضِيْعِ هَلاكَا
جِئْنَا لِزَمْزَمَ نَرْتَوِي بِرَحِيْقِهَا
يَا مَاءَ زَمْزَمَ رَوِّنَا بِحَلاكَا
وَلَنَا بِإِبْرَاهِيْمَ أَعْظَمُ عِبْرَةٍ
وَفِدَاءِ إِسْمَاعِيْلَ مِنْ عَلْيَاكَا
جِئْنَا البَقِيْعَ نَزُوْرُ سَادَتَنَا الأُلَى
بَذَلُوا النُّفُوْسَ رَخِيْصَةً لِرِضَاكَا
جِئْنَا لِقَبْرِ نَبِيِّنَا وَحَبِيْبِنَا
مَنْ كَانَ بِالْقَلْبِ النَّقِيِّ يَرَاكَا
جِئْنَاكَ نَغْسِلُ بِالدُّمُوْعِ ذُنُوْبَنَا
وَنَصُوْغُ مِنْ نَبْضِ القُلُوْبِ ثَنَاكَا
جِئْنَاكَ نَرْجُو أَنْ تُوَحِّدَ شَمْلَنَا
لِيَعُوْدَ مَنْ ضَلُّوْا طَرِيْقَ هُدَاكَا
فَالمُسْْلِمُوْنَ تَخَاذَلُوْا يَا رَبَّنَا
وَتَفَرَّقُوْا شِيَعَاً هُنَا وَهُنَاكَا
عَاثَ العَدُوُّ بِأَرْضِنَا وَدِيَارِنَا
رُحْمَاكَ يَا رَبَّ الوَرَى رُحْمَاكَا
فَبِحَقِّ ذَاتِكَ يَا إِلَهِي كُنْ لَنَا
عَوْنَاً عَلَى أَعْدَائِنَا وَعِدَاكَا
وَإِلَيْكَ في جُنْحِ الدُّجَى دَعَوَاتِنَا
مَا خَابَ عَبْدٌ في الدُّجَى نَاجَاكَا
/*/*/